المقالات

الحالة العراقية..والنخب الحاكمة!..

1592 2021-06-22

 

د. جهاد العكيلي *||

 

حينما تسمع تفسيرات النخب السياسية التي قادت العراق على مدى الثمانية عشر عاما الماضية، وهم يتطرقون للخدمات الاقتصادية والتنموية وحتى على المستوى السياسي بما يعملون ، ستجد نفسك ازاء ما حققوه في هذا المجال من خدمات وكأنك تقرأ موسوعة ابن سيرين البصري لتفسير الرؤى والأحلام ، إذ يجعلك ما يدعون ويفسرون ان تعيش في حالة تصادم فكري ان لم تصاب بإرتجاج عقلي امام كثرة التفسيرات بل وتزاحمها بشكل لا يطاق .. 

ان مواقف وتصرفات اهل السياسة الذين يتبؤون المناصب في مفاصل الدولة العراقية ويديرونها على وفق هذا السياق، اصبحت اشبه بقراءة الأحلام عند العراقيين بل الاحلام بعينها ، وهو امر اكده رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي في اكثر من لقاء حين قال ان واقع العراقيين المعاش ناجم عن حصيلة تجارب سياسية متخبطة واعتبر في  لقاءات اخرى أن السياسات السابقة دفعت بالبلاد الى الفوضى وعدم الاستقرار وانعدام الدراية والخبرة الكافية بإدارة البلاد وشؤون العباد .. 

ومن المؤكد ان السيد الكاظمي كان يريد ان يقول انه ولهذه الأسباب وغيرها هي التي ساعدت على انتشار الفساد المالي والاداري، كما ادت الي انهيار المنظومة القيمية التي بدونها لا يمكن  ضبط عمل الموظف والمسؤول في الدولة .. 

وعند ترصدك لتفصيلات العمل الحكومي في مؤسسات الدولة وإجراءات سير وتطبيق النظام والقانون في مجمل الإجراءات التشريعية والتنفيذية، يمكن لك ان تكتشف بسهولة مغالطات كثيرة في برامج الحكومة وأدائها، مما سهل وساعد على انتشار الوصوليين والمنتفعين والمتهافتين للتمسك بكرسي هذه المؤسسة او تلك .. 

لقد أكلوا هؤلاء المتمسكين من جرف عمر الحكومات وأفلسوها من رصيدها السياسي بل ودمروا كيان الدولة وهويتها، ولازالوا يلعبون نفس الادوار ويتقافزون بين اكتاف كتل السلطة مستغلين المغالطات التي وقعت بها اَلنخب الحاكمة التي اتسمت بالعفوية والسطحية والولاءات الشخصية على حساب مصلحة المواطن والوطن .. 

وعلى قول احدهم فأن العلاج الحقيقي للحالة العراقية وما تعيشه في الوقت الحاضر والمستقبل  تتطلب من  القيادات  الحكومية ذات الاختصاص ان تأخذ دور الطبيب حين يعالج الورم الخبيث في جسم الإنسان، وذلك بإستخدام مشرط طبي لتجنب شل حركة الإنسان والدولة او على اقل تقدير التخفيف من الالام ، وبهذا الأسلوب والمنهج السياسي يمكننا السير بطريق الصحيح ببناء الدولة ومؤسساتها، وعند ذلك  يمكن  للمعنيين بهذا النهج الاصلاحي معالجة ظواهر الفساد المنتشرة في العراق .. وبخلاف ذلك سوف يبقى العراق يعيش في دوامة لا تنتهي ويصعب على المفسرين لإيجاد الحلول لها لا عند ابن سيرين، ولا عند السياسيين انفسهم!..

 

*كاتب عراقي 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك