المقالات

السفير البريطاني في العراق عرّاب أم متنبئ؟!


 

عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

ما يزال السفير البريطاني في العراقي ستيفن هيكي يثير كثير من اللغط حول سلوكه في العراق, فهذا السفير والذي يضطلع بمهمة دبلوماسية محددة ضمن القانون الدولي والاعراف والمواثيق الدولية ذهب بعيدا في تصرفاته.

تجد هذا السفير تارة يسكن المطبخ او يزور المطاعم تحت عنوان عريض هو الاكلات الشعبية العراقية, وتارة تجده يرتدي الزي الرسمي للمنتخب العراقي –خلال مواجهات العراق وايران- في خروج غريب عن المهمة الدبلوماسية, يقابله سكوت واضح من الخارجية العراقية عن هذه التصرفات.

أخذ السفير البريطاني دورا أكبر وحظي بظهور اعلامي لافت, يقابله تقهقر او انعدام لدور السفير الامريكي في العراق, وصار ستيفن هيكي وكانه المتحدث الرسمي عن المجتمع الدولي في العراق, ومع قرب الانتخابات النيابية العراقية اصدر هذا السفير تصريحات متتالية استفزت الشعب العراقي وعدها المراقبون انها تدخل سافر في الشؤون العراقية.

صرح السفير البريطاني تصريحه لوكالة الانباء العراقية قائلا ان " في جميع البلدان يكون ولاء الفصائل المسلحة الى الحكومة" وثنى بالقول إن العراق غير مؤهل لإجراء الانتخابات بوجود هذه الفصائل".

كما قال أيضا في تصريح آخر " إن حصول نزاع مسلح بين الفصائل المسلحة والحكومة أو بين الفصائل والمتظاهرين والناشطين أمر وارد قبل الانتخابات".

الحقيقة إن السفير الذي خرج عن وظيفته, يبدو إنه يريد تأجيج الشارع العراقي ونشر الاحتقان في الداخل, فموضوع الفصائل المسلحة هو موضوع من اختراعات الاعلام الامريكي والبريطاني, ولا وجود لعصابات او فصائل مسلحة منفلته غير عصابات داعش, فهي الوحيدة التي تثير الرعب والقتل والارهاب في الشارع العراقي, أما ما قصده السفير من فصائل -وهو بطبيعة الحال يقصد بها الحشد- فما هي إلا فصائل تخضع للحكومة العراقية, وضمن مؤسسة رسمية هي هيئة الحشد الشعبي, ومهمتها رد الاعتداء من قبل عصابات الارهاب والتكفير.

بعد موجه من السخط الشعبي والسياسي عاد هذا السفير ليبرر تصريحاته ويقول انها فسرت خطأ.

لم تنته تصريحات هذا السفير عند هذا الحد, فقد عاد ليقول "ان وجود الفصائل المسلحة يهدد العراق والجنوب تحديدا بالجوع" وكانه يريد أن يصور للعراقيين مشهد حصار التسعينات وما لاقاه العراقيون من جوع لتخويفهم.

عاد هيكي قبل أيام ليقول إن العراق مقبل على كارثة أمنية قبل الانتخابات, ويبدو إن تصريحه هذا ليس تحليلا او تنظيرا, بل نرى انه سيناريو مرسوم تحاول أمريكا وبريطانيا من خلاله إلغاء الانتخابات النيابية المقبلة, بعد لإفلاسهم في مشاريعهم الثلاث (داعش وتشرين والفتنة المجتمعية) وهو كلام مطابق لتصريح احد الناشطين في لقاء صحفي حين قال بان الناشطين سيمنعون الانتخابات في عشر محافظات ويقصد بها المحافظات الجنوبية والوسطى.

ــــــــــ

ان قيام وزارة العدل الامريكية بغلق المواقع الالكترونية الاعلامية العراقية يشكل انتهاك للسيادة العراقية، فضلا عن انه تدخل في الشان الداخلي العراقي دون وجود سند قانوني يجيز ذلك، كما انه يخالف المواثيق الدولية المتعلقة بحماية حرية الاعلام والتعبير عن الراي يستوي ذلم بالنسبة الى الاعلان العالمي لحقوق الانسان او العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما تشكل القرصنة الامريكية انتهاك سافر لحرية الاعلام المحمية وفق المادة ٣٨/ثانيا من الدستور العراقي، وانتهاك لاختصاص هياة الاعلام والاتصالات وفق المادة ١٠٣ من الدستور، وفي الوقت نفسه فان الغلق يشكل خرقا لاتفاقية الاطار الاستراتيجي لعلاقة صداقة وتعاون بين العراق والولايات المتحدة الامريكية

لذا يتوجب على الحكومة العراقية وهياة الاعلام والاتصالات ووزارة الخارجية ولجنة الاعلام والاتصالات اتباع السلوك الدبلوماسي والقضائي لايقاف هذه التجاوزات. د مصدق عادل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك