🖋 قاسم سلمان العبودي ||
لا يخفى على المتلقي اللبيب إن القرصنة التي قامت بها واشنطن ضد قنوات الإتحاد الإسلامي تندرج تحت عنوان الإنكسار النفسي الكبير الذي تعيشه الولايات المتحدة ، بعد التراجع الكبير الذي منيت به بسبب سياستها العدوانية في التعاطي مع الملفات العالمية الكبرى . بعد ظهور العملاق الصيني كقطب كبير على مستوى الساحة الدولية وعودة موسكو بقوة للتأثير على إوربا في مشروع السيل الشمالي أربك الوضع السياسي الخارجي لواشنطن التي بدأت تتحس الهزيمة .
بالإمس قال محور المقاومة كلمته الفصل في ساحة المواجهة مع الكيان الصهيوني ، عندما دكت صواريخها أسوار عكا ويافا وعسقلان ، والقدس ، وقف الكيان عارياً امام شعبه ، وأمام حلفائه الجدد في المنظومة الخليجية المطبعة معه . أحد عشر يوماً مجيداً في سفر المحور المقاوم ، تم تغطيته إعلامياً بطريقة فاقت كثيراً منصات العدو الإخرى التي ذُهلت من أمكانية الإعلام المقاوم الذي سلط الضوء على معركة سيف القدس المباركة .
ذكرت أحد المراكز البحثية الإمريكية ، أن زوار القنوات المقاومة زاد كثيراً عن زوار قناة فوكس نيوز ، أو السي أن أن الإخباريتين اللتين تعتباران من أشهر القنوات الإمريكية المدعومة من قبل حكومة الولايات المتحدة . أن الهزيمة العسكرية الكبرى التي منيت بها واشنطن في العراق ، وفي إفغانستان ، كذلك الإنتصار الكبير لمحور اليمن المقاوم ، وفي محور فلسطين ، فضلاً عن الإنجاز الكبير الذي تحقق في فينا ، جعل قرارات الإدارة الإمريكية متخبطة وخصوصاً بعد إن إلغي التفويض الممنوح لرئاسة الحكومة الإمريكية من قبل الكونغرس الإمريكي .
إن غلق قنوات الإتحاد إنما رداً على التفوق الكبير بتغطية الإحداث التي رافقت تلك الإنتصارات الباهرة ، مما يعطي صورة واضحة على إن ديمقراطية واشنطن زائفة وديدنها إسكات الإصوات التي تتقاطع مع مصالحها بأي شكل من الإشكال . نخلص لنتيجة واحدة ، إن قنوات الإتحاد قد إوجعت الإستكبار الإمريكي ، وقد وصلت للعالمية بعرض المادة الإعلامية الصادقة والناصعة للعالم ، مما إظهر عجزاً واضحاً للزيف الإمريكي ، وادعائه الباطل .
اليوم مطلوب وقفة حكومية جادة بمسائلة الجانب الإمريكي عن ذلك العمل ( الإرهابي ) الإعلامي بمصادرة تلك القنوات العاملة والتي تمتلك إجازات رسمية بالعمل من خلال هيئة الإعلام والإتصالات . مطلوب إستدعاء السفير الإمريكي لتحميلة رسالة شجب وأستنكار لذلك الفعل الذي لايمت الى الديمقراطية والحرية بأي صلة . لقد أزاحت قنواتنا الإعلامية القناع عن الوجه الإمريكي القبيح الذي طالما تبجح بديمقراطيته التي حاول تسويقها على إنها الإولى في العالم بلا منازع .
الجدير بالذكر ، ان واشنطن لم تلتفت الى المواقع التي ترعى الإرهاب فعلاً ، مثل وكالة إعماق الداعشية والتي نتوقع إن لها دعماً واضحاً من قبل الجانب الإمريكي . نتمنى على جميع قنوات الإتحاد أن لا تتلكأ في مسيرتها الإعلامية بسبب تلك القرصنة الإمريكية البربرية التي لا تمت الى التحضر أطلاقاً . إخيرا نقول ، إن محور المقاومة ينتصر ، ومحور الشر ينكسر
https://telegram.me/buratha