🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||
▪️[ صبرا ياشباب الحشد المقدس فأن كرامتكم ان شاء الله الجنة ]
▪️[ ايها الاحتلال ان قتالكم في النار و قتلانا في الجنة ]
قبل أن نتكلم عن أنواع التضحية نقف سريعا حول معنى التضحية كما في «معجم المعاني الجامع»: التَّضْحِيَةُ بِالنَّفْسِ: بَذْلُهَا فِي سَبِيلِ قَضِيَّةٍ أو فِكْرَةٍ أو مِنْ أجل الآخرين من دُونَ مُقَابِلٍ ، كَمَا تَكُونُ التَّضْحِيَةُ بِالْمَالِ أو العَمَلِ أو الْمَصْلَحَةِ .
إن مفهوم التضحية يختلف من شخص لآخر ، فعالم النفس «أدلر» يرى أن: «التضحية سلوك ينبع من أسلوب الحياة ، حيث تبلغ الذات فيه أعلى مراتب الإنسانية ، لتكون ذاتاً فعالة خلاقة لأن تتخطى عقبات الحياة و ظروفها » .
فمفهوم التضحية و بذل الغالي الرخيص يختلف من شخص لآخر تبعا لما يعتقده الإنسان و يتعلق به ، فتجد أن الإنسان إذا أحب شيئا ما فإنه يضحي من أجله .
محل الشاهد :
إذا كانت التضحية في كل ما سبق في الجانب الإيجابي ، فكذلك تكون التضحية في الجانب السلبي ، لأن صاحبه يعتقد فكرة أو حرفة أو جريمة يضحي بكل شيء من أجلها مع أنها باطلة و محرمة ، فأنت ترى أن السارق يضحي من أجل سرقته و لو أدى ذلك إلى حبسه وسجنه ، وترى الزاني يضحي من أجل شهوته ، و ترى شارب الخمر يضحي بالغالي و الرخيص من أجل سكره ، و ترى صاحب الأفكار المتطرفة الهدامة العفنة يضحي بنفسه و ماله من أجل ترويج باطله ، حتى و لو أدى ذلك بحياته .
فالمخلص لوطنه وصاحب التضحية الايجابية ، من يحمل أدوات البناء و التشييد ، و المعادي له صاحب التضحية السلبية ، من يحمل معاول الهدم و التخريب ، و المحب لوطنه من ينشد الخير و السلام و الأمن لبلده و مجتمعه.. و عكسه هو الذي يسعى لإذكاء الفتن و إشعال الحرائق و يمارس الإرهاب و الجريمة المنظمة.. جميع هؤلاء يتغنون باسم الوطن و يدعون خدمته و العمل لصالح ، و لكن مع الاسف اختلطت على العامة المفاهيم و الأعمال ، و بات من الصعب في العديد من الحالات و الظروف و الأوضاع و الاضطرابات السياسية و الأمنية التمييز بين المصداقية و الزيف في استخدام هذه الشعارات ، و بين المواطن الصالح الناصح الباني لوطنه.. و ذلك الكاذب المضلل المتاجر بقضايا وطنه و شعبه ، بين من يدافع عن الوطن و من يخونه .
محل الشاهد :
إن المؤمن الحقيقي يكون وفيًّا أعظم ما يكون الوفاء لوطنه ، محبًّا أشد ما يكون الحب له ، مستعدًا للتضحية دائمًا في سبيله بنفسه و نفيسه ، و رخيصه و غاليه ، فحبه لوطنه حب طبيعي مفطور عليه ، حب أجل و أسمى من أن ترتقي إليه شبهة أو شك ، حب تدعو إليه الفطرة ، و ترحب به العقيدة ، و تؤيده السنة ، و تجمع عليه خيار الأمة ، فيا له من حب!
قيل لأعرابي: كيف تصنعون في البادية إذا اشتد القيظ (الحر) حين ينتعل كل شيء ظله؟! قال: “يمشي أحدنا ميلاً ، فيرفض عرقًا ، ثم ينصب عصاه، و يلقي عليها كساه ، و يجلس في فيه يكتال الريح ، فكأنه في إيوان كسرى ، أي حب هذا و هو يلاقي ما يلاقي!! إنه يقول: أنا في و طني بهذه الحالة مَلِكٌ مثل كسرى في إيوانه .
ايها الاحبة :
إن المواطنة الحقة قيم و مبادئ و إحساس و نصيحة و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر ، و عزة و موالاة و تضحية و إيثار و التزام أخلاقي للفرد و الأمة .
إنها شعور بالشوق إلى الوطن حتى و إن كان لا يعيش الفرد في مرابعه .
فأين هؤلاء الذين يدّعون حب الوطن و الوطنية و لا ترى في أعمالهم و سلوكياتهم و كلامهم غير الخيانة و العبث بمقدراته ، و العمالة لأعدائه ، و تأجيج الفتن و الصراعات بين أبنائه ، و نشر الرذيلة و محاربة الفضيلة!!
النتيجة :
هناك فرق بين التضحية الايجابية ، و التضحية السلبية ، و ان اليوم من مصاديق التضحية الايجابية و المواطنة الصالحة ، هم ابناء الحشد المقدس .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
https://telegram.me/buratha