المقالات

إصبع على الجرح ..حيث في الطعام بعيدا عن السياسة

1542 2021-07-06

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

عزمت اليوم ان اكتب عن موضوع آخر ذي صلة بالثقافة المجتمعية بعيدا عن السياسة ..

جاء في الحديث الشريف ما ينسب للرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله إنه سأل اصحابه في المجلس سؤالا بما معناه. ( هل نحن قوم نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل ) واختلفت الإجابات وتباينت الآراء بين هذا وذاك لكن الحبيب المصطفى قالها لهم .. نحن قوم نأكل لنعيش وليس نعيش لنأكل . القصد في الكلام والمصداق في المعنى إننا لم نخلق لأجل أن نأكل فحسب ولم نعيش لأجل أن نأكل فيكون الطعام غايتنا وملأ البطون مرامنا وقد اوجز أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام الوصف لحال هؤلاء حين قال بما معتاه.( من صار كل همه زاد بطنه صارت قيمته بقدر ما يخرج منها) .

ولهذا يعتبر الإسراف في الطعام سببا في انعدام قيمة الإنسان وفقدانه للقيّم المثلى والمثالية في الحياة حتى إن رسول الله (ص) حين بعث كما يقال في الرواية على معاوية بن ابي سفيان اربع مرات ولم يحضر معتذرا بإنه يتناول الطعام فقال (ص) ..  ما أشبع الله بطن معاوية . وفعلا مات الرجل وهو مترهل الكرش دائم المضغ مفتوح الشهية للأكل ليل نهار .

نعود للحديث الشريف فإذا كنا لا نعيش لنأكل فنحن كما قال الرسول محمد (ص) نأكل لنعيش .

 اي إننا نحتاج من الطعام ما يعطينا القدرة على الإستمرار بالحياة بما تعنيه الحياة من عمل وعطاء وواجبات والتزام وعبادة وبحث وفكر وابداع وبقاء .

 يمكننا استخلاص ذلك مما هو معروف ومشهور عن كبار العلماء والمفكرين ومراجع الدين الكبار والحوزات والفلاسفة حيث يكاد المرء يظن إنهم يعيشوا على الكفاف تشبعهم لقمة وترويهم من الماء غرفة .

أما اصنام القوم من ارباب السياسة رغم إني وعدتكم ووعدت نفسي ان لا اتحدث في هذا المقال عن السياسية والسياسيين إلا انهم حاضرين بين بلايانا رغم عنّا في كل شائبة وخائبة ونائبة وبلية ورزية ومصيبة وسيئة ودنية ورديئة ونطيحة وفاسدة ومفسدة فإنهم يتباهون ويتفاخرون بكثرة الولائم وسحت العزائم ونهم اطعام كالوحوش وسعة الكروش فإنهم يتباهون بكثرة اكل الطعام كما يتباهون بالفساد والرشوة والمال الحرام ولا نقول سوى ما قاله الإمام علي عليه السلام اللهم اجعل قيمتهم بقدر ما يخرج منهم آمين رب العالمين .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك