المقالات

المقاومة بين التصعيد والتهدئة..قراءة موجزة

1665 2021-07-09

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

عندما أعطت الفصائل المقاومة هدنة مؤقتة للجانب الإمريكي ، كان القصد منها أشعار الحكومة بأن تأخذ دورها بترجمة القرار القاضي بأخراج القوت الإجنبية من العراق وعلى رأسها القوات الإمريكية . كما إن هذه الفصائل إرادت تذكير الدولة بسيادتها المنتهكة من قبل الجانب  الإمريكي الذي تدخل في كل شاردة وواردة ، وأعطاء دور للحكومة ( حواراً ) ودبلوماسية من أجل خروج المحتل .

 لكن الذي حصل أن الإمريكيون ألتفو حول هذا القرار البرلماني ، وللإسف أصطفت بعض الكتل السياسية مع هذا الإلتفاف ، فضلاً عن الحكومة التي أيدت بقاء المحتل مما جعل الفصائل تتخذ القرار العسكري ، بعدما أستنفذت الجوانب الدبلوماسية . وحتى عندما جائت بلاسخارت طارقة أبواب الفصائل من أعطاء التواجد الإمريكي ( هدنة ) مؤقتة ، تم أبلاغها بأن تذهب الى الحكومة من أجل هذا الطلب ، في محاولة من تلك الفصائل لتجميل صورة الحكومة بأعتبارها راعية للمصالح العراقية ، وتحفيزها بهذا الجانب ، لكن للأسف الشديد لم تستوعب تلك الحكومة هذا الدرس .

ما نراه اليوم من تصعيد عسكري ، أنما جاء بعد أن يأست هذه الفصائل من دور الحكومة  المخزي الذي يصف الأعمال العسكرية للمقاومة  بالإرهاب ، ويصف التجاوز الامريكي على القطعات العسكرية بالدفاع عن النفس في محاولة قبيحة جداً لتلميع صورة المحتل الإمريكي . كما  أن شركائنا في الوطن ، وتحديداً أقليم الشمال ، الذين لم يحضروا تحت قبة البرلمان من التصويت على خروج المحتل الأمريكي ، أخذو العمل بالضد من القرار البرلماني الذي تم التصويت عليه تحت قبة البرلمان ، من خلال أنشاء القواعد العسكرية الأمريكية هناك ، ظناً منها  أنها بمأمن من سلاح المقاومة الذي تطور كثيراً خلال هذه الفترة ، الذي أستطاع الوصول الى أهدافه بدقة متناهية أذهلت الأعداء كثيراً

الآن لايوجد تصعيد بمعنى المحاولة للضغط على المحتل ،  اليوم بدأت الفصائل بالتحرك من أخراج القوات المحتلة بشكل عملي ولا أعتقد ستتوقف إلا بخروج تلك القوات المحتلة .  فضلاً عن ذلك يبدو أن الإمريكيون الآن في أضعف حالاتهم ، ويجب أغتنام هذه  الفرصة لأجبارهم على الرحيل  والخروج . الكثير يسأل عن الموقف الحكومي أزاء المحتل ، نقول أن   الحكومة الحالية لن تستطيع مواجهة المحتل الإمريكي الذي كان أساساً بمجيء هذه الحكومة ، لذلك هي من باب الوفاء للمحتل لا تستطيع مواجهته بأمر المغادرة من العراق ، ضاربة بالمسار الوطني عرض الحائط .

 الخروج الأمريكي من أفغانستان لا يشبه بأي حال من الإحوال الخروج من العراق لأسباب عديدة ، أولها القرب من الجمهورية الإسلامية لمراقبتها عن كثب ، وافشال مصالح طهران في العراق  . ثانياً طمأنت واشنطن حلفاءها بالبقاء في العراق من أجل ديمومة مصالحها الإقتصادية التي تأثرت كثيراً بسبب السياسية النزقة للرئيس السابق ترامب ، وأيضاً لحث بعض الإطراف العراقية المؤثرة  وأقناعهم بالضغط على أن يكون هناك تطبيع مع الكيان الصهيوني ، الذي تعمل أجهزته ليلاً نهاراً على دفع العراق بأتجاه التطبيع المذل ، والذي أن تم هذا الإجراء فسوف يكون فرصة كبيره لكسر طوق الممانعه .

جميع القراءات الإولية تشير بوضوح على أن المقاومة الإسلامية تحديداً بدأت عملية التهيئة النفسية والعسكرية من أجل ملأ الفراغ الإمريكي ، وأن كنا نتصور أن لا فراغ بخروج المحتل . نعتقد أن خروج المحتل بات ضرورة ملحة ، وأن الفصائل تعمل على ذلك برغم الضغط الحكومي الهائل ، وبعض الإطراف السياسية التي تريد ثني المقاومة عن مشروعها الوطني بطرد المحتل الإمريكي . المواجهة بدأت ، والقرار أتخذ بطرد المحتل ولا نعتقد هناك تراجع من قبل الفصائل في هذا المشروع الوطني الكبير ، والذي عجزت عنه حكومة العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك