المقالات

صوت الذئاب / قصة قصيرة

2108 2021-07-11

 

خالد القيسي ||

 

             أمي ساعديني في الخروج ..من ينقذني من الموت

           حياتنا دائرة مغلقة .. فقط هي احلام اليقظة هيمنت على اذهاننا

صور مؤلمة متعددة فتت الحجر ومزقت القلب ، تركت مشاهد مروعة مر بها مجتمعنا في أطر لم يألفها سابقا في ادواره المتعددة السياسية والاقتصادية والتأريخية .

وضعت كفيها على رأسها وخفق قلبها بنبضات شديدة وندبت حظها ودارت برأسها افكار سوداء عن مصير ابنها الذي اختطفته عصابة اوغاد شريرة ، انتابها اليأس والخوف احساس ما سيحل به ، هل سيعذب ؟ او تنتهي حياته بسهولة ، هل تعثر على جثة مشوه ، ماذا يخبأ له ولها القدر ؟

كان خارجا من بيته ليلتقي صديقه في الشارع ليلهو ويلعب وفجأة ظهرت سيارة أرغمته للصعود فيها ، عُصبت عيناه ، ووضع  لاصق على فمه ، ومدد جسده تحت ارجل المختطفين التي اوصلته الى أماكن مهجورة يختلط في اروقتها الدم والظلام والأنين ، رن هاتف أمه الخلوي رفعته بيد مرتعشة ، ابنك لدينا وقُفل الهاتف.

احست بدوار واختناق وغياب تام عن ما يحدث وعما يحيط بها وسقطت على وجهها ، بكت كثيرا عندما ايقضها رنين الهاتف بعد مرور أكثر من ساعتين من رنته الاولى ، منشغلة مع نفسها في تاملات ما سيحدث وما يدور وسمعت متحدث على الطرف الآخر.. عشرة دفاتر..هكذا وببساطة.. وابنك بامان !! ردت بنبرة حزن وخوف وضعف .. نعم صار، سنحدد لك لاحقا المكان والوقت دون الإتصال باحد.. طيب مفهوم .

اسمعوها صوت ابنها المسكين يستنجد بامه بان تدفع ما يريدون للخلاص من مصيره المجهول  فتفجرت في اعماقها لحظات اليأس والانكساروالمأتم القاسي المنتظرتخيلته عند عجزها عن انقاذه.

كانت في متاهة مظلمة وأصبحت اشبه بالمجنونة ، وتمرعليها الساعات كأنها لياليا طويلة الحزن ، هذه المسكينة تندب حظها العاثر ، حدث هذا بعد رحيل زوجها المترجم مع الامريكان ، وقبل ان يخطو هذه الخطوة أمن لهم بيت وسيارة خاصة ومبلغ من المال لحين ان يستقرفي الهجرة ويتم لم الشمل العائلي ، ولم يدر بخلده تحول مجرى الاحداث بعد قصر هذه المدة الزمنية من هجرته بسرعة وبقي حائرا محبط حين اخبرته إمرأته بما حدث وما تدري ما سيحدث لاحقا.

هربت بإبنها بعد اطلاق سراحه خوفا من التغييب القسري والمتابعة التالية الى غرفة تحميها لدى احدى اقربائها بعد ان إشترى دلال البيت بثمن حياة إبنها ، وهو كل ما تملكه من مال ، وظلت مدى اعوام تتذكر مشاهد مرعبة عندما عدلوا عن اخذ الفدية أوبيعه الى آخرين أو قتله، وهي أساليب دنيئة يتبعها هؤلاء الاراذل.

ونحن ايضا من الشاهدين على كثير من العوائل تحطمت بلا ذنب او سبب في مواقف متعددة ومختلفة النوايا من عصابات سرقة الناس ، أو جاني مجرم لا يفرق بين جائع وشبعان غني وفقير،  فكسر القلوب واحدة  راح ضحيتها اناس واطفال وشباب أبرياء وبشكل وحشي حتى وان دُفعت الفدية ضنا لإخفاء معالم الجريمة !! جهلة عقول جامدة فاقدي الذمة والضمير متخلفة تعاني من امراض واحقاد مزمنة ذليلة العيش وخاضعة له كالانعام وأضل ، تعمل على تشويه حياة الناس بممارسة جرائم تجارة فاسدة على الابرياء بتوالي زرع المصائب والهموم.

تبا لوطن لا يعيش تحت ظله بامان الفقراء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سارة
2021-07-18
احسنت النشر كلام حقيقي واقعي
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك