منهل عبد الأمير المرشدي ||
ها نحن نفجع بمجزرة جديدة أودت بحياة العشرات من المرضى الراقدين في مستشفى الحجر الصحي بمستشفى الحسين بمحافظة ذي قار .
مجزرة جديدة وأيتام وثكالى وحزن ومأساة وفاجعة جديدة تكرر مأساة مستشفى الخطيب في بغداد ولجنة جديدة للتحقيق كتلك اللجان التي سبقتها في مجزار تعددت وتواترت في بغداد والمحافظات وما سنشهده من لجان أخرى تنبئ مساحة الفوضى التي يعيشها العراق إننا سنشهدها في الأيام القادمة ومجزرة إثر مجزرة ولجنة بعد أخرى وحزن متراكم وبؤس متواتر ولا دولة ولا رجال ولا حكومة ولا جدال . الله أكبر للأرواح البريئة والعوائل المفجوعة .
الله اكبر على رؤوس كل من يرى نفسه مسؤولا او منتميا لأي كتلة او حزب او جهة من جهات الدعارة السياسية الفاسدة والمجرمة التي تهيمن على مؤسسات دولة اللادولة في العراق .
لست ادري من نخاطب ولمن نشتكي ولأي جهة يتوجه المفجوعون وذوي الضحايا وهل هناك رئيس في العراق كما هو لكل دولة رئيس يملك هيبة او وقار او شكل او مضمون ولا هذا ولا ذاك .
وهل هناك قضاء مستقل يحكم بالعدل ويقتص من الظالم وينصف المظلوم , وهل هناك برلمان ونوّاب شرفاء تستفز ارواح الضحايا ضمائرهم ليكون لهم وقفتهم في القصاص من الرئيس والحكومة وارباب الفساد وكيف ذاك وهم اغلبهم من الفاسدين .
مستشفيات من دون أدوات اطفاء او منظومة دفاع مدني وكيف يكون ذلك ودولة اللادولة تشهد العجز المالي لإنها تحوّل شهريا 250 مليار دينار الى البره زاني في كردستان .
وكيف يكون هذا ورواتبهم وامتيازاتهم وحماياتهم تأخذ ربع الخزينة العراقية .
كيف يكون هذا وهم يسرقون اموال العراق من واردات الموانئ والمنافذ والسفارات الوهمية والقنصليات الرمادية الى تخصيصات المشاريع الوهمية بالمليارات وما الكهرباء الا شاهدا حيا على سفالتهم وسقوطهم بالجملة والمفرد في مستقنع الرذيلة والعمالة والإنحطاط .
لست ادري لمن نخاطب ونحن نحتاط خوفا وريبة من أفواج الجهل والهمج الرعاع الراكع كل منهم لصنمه وقد تعددت الأوثان وكل يفاخر غيره بالفسق والفجور.
كيف يكون هذا والى اين المآل يا عراق الغد المخيف والزمن السخيف وأرباب النذالة والخسّة وأشباه الرجال ونحن نسمع اصوات قرع الطبول لمهزلة اخرى وكارثة اخرى وضياع آخر وبؤس وخراب وجهل وفقر وضيم ودمار ولست ندري ما نقول وما عسانا أن نقول وقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ () أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ) .
https://telegram.me/buratha