قاسم الغراوي ||
لازالت اثار جائحة كورونا تلقي بظلالها على واقع المجتمعات وتاثيراتها على سير الحياة العامة في دول العالم .
في العراق مازال جرح م. بن الخطيب ماثلا امامنا نستشعر فيه الام الناس وخسائرهم وفقدانهم لاحبتهم .
واليوم في الناصرية تعاد الكرة في حريق عشرين كرفانآ مخصص لعزل المصابين بوباء كورونا راح ضحيتها اكثر من خمس وثلاثين شهيدآ.
ورغم تاكيد الحكومة على قيام ادارات المستشفيات ودوائر الصحة بالتاكيد على شروط السلامة المهنية ومتابعتها والتنسيق مع الدفاع المدني لفحص والتاكد على اجراءات السلامة فيما يخص مكافحة الحرائق في كافة دوائر الدولة والمستشفيات خصوصا ، الا ان مسببات الحرائق لازالت دون معالجة تذكر .
ان فكرة تاسيس الكرفانات جاءت نتيجة النقص الحاصل في المستشفيات ولان الحكومات المتعاقبة لم تكمل بناء مستشفيات نتيجة الفساد والفاسدين
اضطرت للقبول بهذا البناء السريع لاستيعاب عدد المصابين بجائحة كورونا ولكن السؤال الذي يطرح نفسة :
هل هناك احتياطات واجب اتخاذها في حالة حدوث مثل هذه الحوادث ؟
وهل هناك اجراءات سلامة تضمن سلامة الكرفانات كمكان وسلامة المرضى الراقدين فيها ؟
هل هناك تعليمات تطبق لمنع المرافقين على طول اليوم ؟
وهل يمنع هؤلاء المرافقين من تدخلهم في دحرجة واستخدام قناني الاوكسجين وتمنع الهيترات والطبخ من قبل المرافقين ؟
ان بناء مستشفيات العزل بطريقة السندويج بنل ( القابل للاشتعال) قد يحل مشكلة استيعاب الزخم للمرضى المصابين بكرونا ولكن بدون استخدام طرق وارشادات وتعليمات السلامة وضبط مواعيد الزيارة ومنع استخدام الهيترات والتحقق من اجراءات السلامة فاعتقد ان جميع هذه الكرفانات في غالبية المحافظات معرضة للحريق وبالتالي ستزهق ارواح الناس فيها .
المفروض من الحكومة قد خصصت مبالغآ تكفي لانهاء مشكلة بناء المستشفيات واتمام البقية التي لم يتبقى منها الا القليل لان الوضع في العراق لايحتمل التاجيل ولايحتمل المزيد من الالم والحزن والموت .
كما نشدد على الالتزام باجراءات السلامة ومحاسبة المقصرين والمهملين لان اغلب المصائب من هذه الحرائق هو عدم الوعي والاهمال والتقصير واللا مبالات من قبل المسببين لغالبية الحرائق كما حصل في مستشفى ابن الخطيب .
كارثة انسانية بكل معنى الكلمة تعرض لها المواطنين في ذي قار الناصرية وزهقت فيها ارواح ابرياء غادرت الارض الى السماء تشكوا الى ربها ظلم الانسان للانسان .