المقالات

إصبع على الجرح..تغريدة وبس ..!

1364 2021-07-14

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

تفاقمت سرعة التردي والإنهيار في العراق بشكل يفوق التصور وبما لا يترك مجالا للتأني او التأمل او التنظير او التحليل . كل شيء في إنهيار . الأمن , الأمان , السلم الأهلي , المستوى المعيشي , المنظومة القيمية , ثوابت الأخلاق . إحترام الذات , الثقافة والأدب والتعليم والقضاء والصناعة والزراعة والرياضة .

كل شيء في انهيار بما فيها معالم الدولة فلا دولة ولاهم يحزنون . في المقابل هناك خط بياني يأخذ منحى الصعود والسطوة والجبروت والسيطرة والأمن والإستقرار والثراء.

هذا الخط متمثل بالفساد والفاسدين واللصوص والعملاء والمأجورين والعملاء والمؤدلجين والطائفيين والمنافقين مع تصاعد الفقر والجهل والمرض والتخلف وهؤلاء جميعا هم لب العملية السياسية وخلاصتها ورؤساء احزابها وهم القائمين على الشأن العراقي شئنا أم ابينا . صرخنا أم سكتنا . صوتنا أم لم نصوت . شاركنا في الإنتخابات أم لم نشترك .

كتبنا ام لم نكتب . كأنهم قضاء وقدر . بلاء مستتر . أمر مقّدر وشر مختصر وكأن لا غيرهم ابدا وهم لا سواهم في الأمس واليوم وغدا .

 هم لا سواهم أرباب الوقاحة والصلافة والكذب والجريمة وقلة الحياء وهم لا سواهم اصحاب التغريدة وما ادراك ما التغريدة . بعد كل كارثة تحل بالعراق يكون لهم تغريدة وبعد كل فضيحة لابد ان نقرأ لهم تغريدة وبعد كل مجزرة وبعد كل بلية وبعد كل مأساة هم حاضرون جاهزون متهيأون لأن يكون لهم تغريدة .

 ثم علينا ان لا ننسى ان لبعضهم تغريدة ما قبل النكبة وتغريدة ما بعد النكبة وتغريدة بين النكبة والنكبة فلابد ان تكون هنالك تغريدة وهذا ما حصل قبل صعود الدولار وبعد صعوده وقبل حرق المؤسسات وبعد الحرق وقبل التجاوز على مقرات الحشد الشعبي وبعد التجاوز وقبل مجزرة المستشفى في الناصرية وبعدها .

 أخيرا وليس آخرا نقول ما يعتمر في القلب من أمل في الإنقاذ إن ما سمعناه من صدى اصوات الشعب الثائر بعد مجزرة مستشفى الناصرية رغم المأساة والجرح الكبير النازف في قلب كل عراقي شريف الا ان ما سمعناه شرارة صحوة وومضة امل في بصيرة شعب مضطهد مظلوم ثائر وهو أكبر من تؤثر عليه تغريدة أخرى صغرت ام كبرت فدماء العراقيين وأرواحهم وعذاباتهم ومستقبل أبنائهم والعراق اكبر من المغرّد والتغريدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك