عباس الزيدي ||
حديث العامة من الناس في جميع الأوقات والأماكن لا يخلوا من السياسة
ولكثرة الأحداث والتجارب السياسية التي عصفت في العراق خصوصا مابعد ثورة 1958 تجد كل عراقي خبير ومحلل من الطراز الأول
في الأسواق والمناسبات وفي وسائط النقل من الخبير إلى المدير وإلى الفقير من التاجر وبائع الخضرة إلى الطيار والمهندس وموظف البلدية شباب ونساء وشيوخ كبار السن من جميع الشرائح والفئات وذوي المهن والحرفيين يتحدث في السياسة ويطرح نظريات وأدلة وحجج وبراهين والكثير منهم يستشرف المستقبل بحوادث تقع بعد حين في المستقبل القريب قبل وقوعها
بعض الساسة يعتقد أن هناك من أبناء الشعب يتمتع بالسذاجة وتنطلي عليه الحركات والفبركات والخدع والمواقف الغبية
وحقيقة الأمر أن الغبي من يعتقد بذلك وما الساذج الا ذلك السياسي محدود الروئ وقصير النظر وصغير العقل والتفكير وقليل المعرفة الذي يخادع نفسه دون غيره
كل ما يطرح في الساحة مفهوم و واضح ومكشوف وهو تحت المجهر وقيد الرصد والمتابعة التحليل وآلنقد من قبل جميع أبناء الشعب
ربما تتاخر ردات الفعل حول ما يجري لكنها لن تختفي أو تنعدم
بل تخرج في كثير من الأحيان بمواقف تهكمية أو عبارة عن مكان كوميدية واستهزاء تعبر عن السخط والاستياء
الخاسر الكبير في ذلك هو السياسي الساذج الذي لم يفهم أبناء شعبه ومواطنيه
السكوت عن الجرم والاستخفاف بعناصر الأمة سوف يترجم من خلال هزات كبيرة وردات فعل قوية تطيح بالكبير والوضيع وتحرق الاخضر واليابس ولا يجد آنذاك من سولت له نفسه اللعب بمصير و رواح ومقدرات العراق من ينقذه من ذلك الموقف الذي وضع نفسه فيه
بسطاء وفقراء ومعدمون يتحدثون بالأدلة وبلغة الأرقام وبمنطق الخبراء سياسيا واقتصاديا وثقافيا
يتناولون السياسة المحلية والخارجية والتحالفات والتحركات العسكرية والأمنية وتبادل الزيارات وهي موضع تشخيص دقيق
راقب وارصد حديث الشارع ستجد الكثير الكثير منهم خبراء بالفطرة
أيها السياسي الساذج والمنافق الكذاب اعرف نفسك وانتبه لما يدور حولك فإنك لن تخدع أحدا سوى نفسك
اليوم في زمن العولمة والانترنيت أزيلت كثير من الغشاوة وأصبح الواقع أكثر وضوحا
وكما يقول المثل الدارج ( الناس مفتش باللبن ) ولاينبئك مثل خبير
https://telegram.me/buratha