منهل عبد الأمير المرشدي ||
من حكايات الأدب المصري الشعبي يقال إنه في زمان ليس بالبعيد في أرياف الصعيد كان هناك رجل جالس في بيتهم يتناول العشاء هو وأولاده وفجأة دخل عليهم ( عجل ) يبدوا انه كان هاربا من زريبة العجول وبدأ يضرب برجليه صحون الطعام ويدور وسط الأولاد واحدث شيئا من الفوضى والأرباك .
صاح الأب بأعلى صوته بإبنه الكبير بأعلى صوته ( قوم يا رفعت بسرعة امسك العجل خلصنا منه واربطه أحسن ينطحنا كلنا !!) .
قام رفعت الذي كان أحول العين وهو مستعجل مرتبك فخبط لمبة الإضاءة برأسه فكسرها وحول البيت الى صومعة ضلماء فسقط بحضن أبيه على بطن أبيه ويده الشمال على وجهه فصاح به الأب فنهض بسرعة من دون ان يرى شيئا فوضع قدمه وسط صينية الطعام فتناثرت صحون الطعام وانقلبت على الأرض فقفز كي لا يدوس على الطعام فجائت رجله اليمين في حجر اخيه وضرب في اليسرى كتف أمه العجوز فصرخت من الألم ثم انقلب رفعت فسقط على اخوه الصغير فكسر له ذراعه . فصرخ الأب لباقى أولاده وقال : ( سيبوا العجل وإمسكوا رفعت .. !!! سيبوا العجل وإمسكوا رفعت .. !!!) .
انتهت حكايتنا من الأدب الشعبي المصري لكنها لم تنهي من الواقع السياسي العراقي فكم رفعت ورفعت يجولون ويصولون فوق رؤوسنا وبين بيوتنا وفي دوائرنا سرقوا أحلامنا ودمروا بلادنا وباعوا مستقبل ابنائنا . لنا في كل حزب رفعت وفي كل كتلة رفعت ولنا رفعت في الحكومة ورفعت في البرلمان وفي الرئاست اكثر من رفعت .
المشكلة التي نعاني منها هي إن رفعتنا لا يلتزم بنداء ولا يخاف من رادع ولا يستمع لناصح ولا يقتنع برأي ولا يفهم الكلام . يبدوا ان العجل افهم منه واعقل واكثر وعيا لأن رفعت لدينا لا يؤذي نفسه بل يؤذي امة كاملة ويدمر بلادا كاملة ويظلم شعبا كاملا ويحرق الأخضر بسعر اليابس وليس هناك من يمسك رفعت والكل مشغول بالعجل الحائر المسكين ونصيحتنا للجميع ومن اجل تقليص الخسائر الى اقصى ما يمكن ونتلافى ما هو أشد واتعس واخطر في القادم من الأيام نقول ( سيبوا العجل وأمسكوا رفعت .) .
https://telegram.me/buratha