المقالات

المالكي وحلم العودة..!


 

حسن كريم الراصد ||

 

رغم أن حظوظ المالكي تصاعدت بعد جائحة تشرين وبعدما عمت الفوضى البلاد وانفلت الشارع بشكل غير مسبوق واضحت المقارنة بين بطش المالكي بمعارضيه وفرضه القانون وبين حال حكومة المنتفجي التي وقفت موقف الضعف كما بدى للبعض من الجمهور وموقف الحكمة كما يراه البعض الآخر  ممن اطلع على حجم المؤامرة وخفايا المستور..

 فغالبية الجمهور يعلم أن المنتفجي تعرض لمؤامرة تكاد تكون الاقسى بل الاقذر في تاريخ البلاد بلحاظ اتفاق جميع الموجودين في المشهد السياسي على الإطاحة به بلا أدنى سبب منطقي أو فني بل كان ذلك بدافع الشهوة لتسلم السلطة بدل عنه..

والمالكي كما هو معلوم للجميع قد ساهم بذلك بعدما نصب له خيمة أو أكثر في ساحة التحرير كما فعلت غالبية الأحزاب الشيعية والسنية ذلك...

 لكن ومع كل ذلك كان الكثير يشعرون بالحنين لفترة حكم المالكي ويرونه القوي الذي لو حدث هذا في وزارته لاكتسح التحرير ومن فيها بيوم أو يومين وأنهى المهزلة.. وهذا فيه نظر وليس صحيحا بالمطلق.

 فالمالكي كان قويا بالظروف المحيطة التي منحته القوة وكذلك الإجماع الشيعي الذي كان كان قائما بوجود المرحوم عبد العزيز الحكيم والمرحوم الطالباني وكذلك دعم قوات التحالف حينها والتي توافقت اراداتها مع بسط سلطة الدولة آنذاك..

 كذلك أن الكثير مازال يحمل المالكي سقوط الموصل والمناطق الغربية وحدوث فاجعة سبايكر المؤلمة إضافة إلى تحميله المسؤولية بأشاعة الفساد ومقايضة الفاسدين والمرتشين وبقايا البعث على دعمه مقابل الصمت عن محاسبتهم ومقاضاتهم وإخفاء ملفات فسادهم ..

 كل هذا يقف عائقا أمام احلام المالكي بالعودة للحكم ولا يمكن محو ذلك من ذاكرة الجمهور من خلال جيوش إلكترونية اشتهر المالكي بانشاءها بل كان له براءة اختراعها !!

 المهم فإن للرجل حسنات ولكنها تتضائل جدا عند ذكر سيئاته واخطاءه الكارثية التي يرى البعض أنها من أوصلت البلاد إلى هذا الحال رغم أن أنصاره يرون خلاف ذلك ويجدون فيه صرامة وقوة قد تنهي الفوضى القائمة اليوم..

وقد يكون جمهوره تزايد بشكل ملحوظ ولكن ليس بالمستوى الذي يؤهله للعودة للكرسي مرة أخرى كون ذلك يتطلب دعم الأغلبية الصامتة المتمثلة بجمهور المرجعية والذي هو فقط من يستطيع ترجيح الكفة  وليس سرا أن قلنا أن هذا الجمهور هو من منحه 700 الف صوت في الدورة الثانية وليس جمهور الدعوة أو جمهور المالكي الذي لايستطيع جمع نصف هذا العدد اليوم وذلك ما أثبتته اعداد مقاعد المالكي في آخر دورة انتخابية وسيتضائل رصيده أكثر بعدما انقسم جمهور الدعوة بينه وبين العبادي..

إذن فالمالكي لا حظوظ له بالعودة أن لم يقنع هذه الأغلبية الصامتة وهذا من ضرب المستحيل بعد القطيعة الكبيرة بين المالكي والمرجعية وبعد أن أصبح شائعا تسميته بطريد المرجعية بين اوساطها ..  وعليه إصلاح وضعه مع النجف أن أراد العودة ومع استحالة ذلك فلا حظ له وأن جعل صفحات الفيس تضج بجيوشه الإلكترونية التي لا تمكنه من رفع رصيد مقاعده في الانتخابات المقبلة  حتى وإن تعكز على الحشد وقوى المقاومة فهؤلاء لن يكسبوا دعما قويا من الأغلبية الصامتة بل سيحرقهم المالكي أن تحالف معهم..

وبالتالي فإني أرى أن المالكي يغرق في أحلام وأماني من نسج مقربيه الذين تصوروا وصوروا له الأمر وكأن المناخات للعودة ملائمة رغم أن ذلك بعيد المنال وصعب الحدوث ورغم أن الوصول لكراسي الرئاسات الثلاث لم يكن يبنى على اسس منطقيا بالبتة..

 او يكن مبنيا على مقاسات موضوعية وإنما كان جميع من حكم البلاد يصل بفلتة تحددها ظروف اللحظة الأخيرة ولا يمكن لأحد ان يدعي أن المالكي فرضته إرادة الجمهور في الدورة الأولى ولا العبادي الذي لم يتمكن من إحراز 3000 صوت واصبح رئيسا ولا الكاظمي الذي أتى بغفلة من الزمن وإرادة السفارات وتواطؤ القوى الشيعية التي استجارت من الرمضاء بالنار...

 اخيرا فإن من يريد كسب ثقة الأغلبية الصامتة عليه أن يكسب ثقة سيد النجف وبدون ذلك فلا أحد يستطيع إحراز الأغلبية المؤهلة في الشارع الشيعي دون دعم تلك الأغلبية وستبقى جميع القوى الشيعية تدور في فلك جمهورها الا من سيتمكن من إحراز ثقة الزقاق القديم ويتعرف على ذوق سيده ويحضى ولو بتلميحا بأنه مقبول عندها وأنه خارج دائرة المجرب السيء وخارج إطار صورة الوجوه التي لم تجلب الخير للبلاد وهذا مالا يمكن لأحد إحرازه بعد غلق الأبواب بوجه الجميع وبعد أن بحت الأصوات وصمت المنبر وحان وقت ولات حين مندم  وبعد أن قطعنا مسافات طويلة في الطريق إلى المجهول ..!!!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ضياء عبد الرضا طاهر : نعم مسرور ابعاد الحلبوسي كان خاطئا حسب الدستور العراقي وانا ارشح السفيره الامريكيه أو السفير البريطاني بمنصب ...
الموضوع :
مسرور بارزاني يدافع عن المزور والمطبع : توقيت عزل الحلبوسي من منصبه كان خاطئا ويدعو الى عدم مساندة فلسطين
د. محمد سامى : تشرفت بالخدمة الطبية لأهالى قرية الهدام بالوحدة الصحية بها منذ ٤١ عاما كطبيب عام ، ودعانى الشوق ...
الموضوع :
المباشرة بانشاء مركز صحي في ميسان
ابو عباس : ها اشو طلع سلاح وملشيات صدعتو روسنا الشيعه عدهم ملشيات وسلاح منفلت طلعه الشمس على الحرامي ...
الموضوع :
الانبار.. تحذيرات من تفشي ظاهرة السلاح المنفلت خلال تظاهرات انصار الحلبوسي
ابو عباس : لعنت الله عليم وعلى العلام المجور من الغرب والعراب للهم انتقم من امريكا والكيان الصهيوني ...
الموضوع :
تلفزيون فلسطين: الجيش الإسرائيلي يتباهى بمساعدة مسن في غزة ثم يعدمه رميا بالرصاص
uutr##$%^& : تحالف العزم يضم قيادات كانت ضمن الشخصيات التي اثارت موجة الفتن التي دارت عام 2013 وانتهت بدخول ...
الموضوع :
العزم الأوفر حظاً.. 6 مرشحين لخلافة الحلبوسي في رئاسة البرلمان
Hala Bag : السفير الصيني و قبله السفير الياباني يتطلعون للدخول بقوة الى سوق العراق من خلال الاستثمارات و المشاريع ...
الموضوع :
رئيس هيئة النزاهة يشدد خلال استقباله السفير الصيني على ضرورة توفير البيئة الآمنة للاستثمار
جبارعبدالزهرة العبودي : وسائل اعلام المية وعربية قالت ان 5000 جندي امريكي دخلوا معركة غزة بكامل اسلحيهم وتجهيزاتهم العسكرية الى ...
الموضوع :
مستشار سابق للبنتاغون يصف ما حصل مع بلينكن في العراق بأنه "عار حقيقي"
اللهم عجل لوليك بالفرج مزمجرا فاتحا للمسجد الاقصى المبارك اللهم اميين : حم عسق حم لا ينصرون ...
الموضوع :
ما هي علاقة فلسطين وفتح القدس بظهور الامام المهدي المنتظر عليه السلام؟  
محمد الحسن : لم اقرء لكاتب شجاع ولا تؤخذه بقول الحق لومة لائم كما قرات للكاتب رياض سعد ولعل صراخ ...
الموضوع :
ردا على هذيان وهلوسة المدعو علي الوزني (1)
الفقير لله ولرسوله وال بيت الرسول الاطهار : بني امية أبناء الكفر الزنا والعهر والخنا الملاعين ... جدهم امية الصبي الرومي المملوك الذي كان يدعى... ...
الموضوع :
بنو أمية وبنو صهيون من رحم واحد..!
فيسبوك