حسن كريم الراصد ||
لا بأس فالامر لم يكن الاول ولن يكون الاخير .. مجرد 30 من البشر .. من الباعة الذين يعتاشون على الاسواق .. او الارصفة .. سوق الوحيلات .. من سيتذكر ذلك .؟؟
من سيقيم لهم مجلس فاتحة وعزاء في حسينية الزوية ؟؟ من سيتفقد الجرحى ؟ من سيزف لنا البشرى باعتقال الجناة ؟ من سيزور اهاليهم ليجد ان من فقدوا لم يكونوا في عبارة يتنزهون .. لم يكونوا في ملهى وقتلوا في مشاجرة سخيفة ... كانوا فقراء خرجوا للعمل في هذا الصيف الساخن ليعودوا لعيالهم بكسوة عيد . او قوت يوم او يومين ..
قتل ثلاثون من الفقراء شرق القناة فنصبت السرادق واتشحت بيوتهم بالسواد .. ولم يشيعوا جنائزهم بعد فاشتعلت الاجواء غرب القناة .. لم يكن الامر احدى عشر اطلاقة من مدافع حرس الشرف .. لم يكن تشييعا حكوميا مهيبا . كانت العاب نارية اضاءت سماء ملعب الشعب ..
حضر المسؤولون ووزعت الجوائز . وعزفت الموسيقى الصاخبة . وعاد الجميع الى اهله . فوجد عياله .. فهم لم يتسوقوا من سوق الوحيلات . بل من مول زيونة والمنصور فلا يقلق .. ثلاثون ضحية ذهبت غدرا وحرقا . اكيد اهتزت لهم اركان عرش الرحمن .
اكيد ضجت الملائكة من نزيف الدم الذي سال في مجارير المدينة الفقيرة . ولكننا لم تهتز لنا خلايا الغيرة . ولم نضع حتى شريط اسود على شاشات قنواتنا .. ولم تزور مكان الحادث عااااهرررة الامم المتحدة .. ولم يتفقد الجرحى رؤوساء الجائحة ...
فمجرد 30 شهيدا .. طفلا .. امرأة .. صبيا. . لا تعني هذه الارواح شيئا .. فهم من فقراء شرق القناة !!! ومن سوق الوحيلات .. فمن سيتذكر ذلك ؟؟!
https://telegram.me/buratha