حيدر الموسوي ||
في الحقيقة ان مشكلة العراق عصية على الحل وان العمل السياسي في العراق لا يعدو كونه بزنس واستثمار ومورد اقتصادي فضلا عن سلطوي.
وفي الحقيقة فان كل المشاريع التي انتجت حكومات متعاقبة كانت برؤية خارجية وتاريخيا لم يسقط اي نظام سياسي الا برغبة الفاعل الخارجي.
وفي الحقيقة ان القيادات السياسية منذ ١٨ عام هي ليس مكترثة جدا لعذابات الطبقة المسحوقة ولا يهمها سوى الجاه والسلطة والاموال.
وفي الحقيقة ان العراق ثلاثة دول وثلاثة رؤوس ومكونات؛ فالكورد لا يثقون بالعرب بسبب ماجرى من حروب بينهم وبين العرب وقطعا يحلمون بدولة من خلال مغازلة القوى الخارجية الفاعلة وهم دولة في العراق لكنها شبه رسمية وغير معلنة.
اما العرب بمكونيه السني والشيعي.
فما زالت تفكر القيادات السنية بالماضي القديم وان الوصول الى السلطة الاولى لادارة الحكم هدف ستراتيجي يجب الاستمرار بالعمل عليه بشتى الطرق ،
فيما بقي المكون الشيعي متشرذم لا يوجد لديه رؤية ولا تعرف قيادات احزابه كيفية التعاطي مع ابناء جلدتهم الناقمة اثر الخذلان وتراكمية الحرمان الخدمي والعوز المالي غير ان هناك ايضا جزء من هذا المكون من حقق امتيازات لم يكن يراها حتى في منامه لكن على حساب افقار الاخرين.
الحقيقة ان كل الحركات الاحتجاجية فشلت لانها ذهبت باتجاه الطرح الراديكالي والمتطرف ونست المصلحة العامة.
والاغلبية صاروا وقود لتلك المرحلة فيما استفاد عرابي تلك الحركة الاحتجاجية ماليا ومنفعيا وظلت المطالب دون ان يتحقق ادنى هدف منها وفق رغبات وطموح الجميع فصارت وسيلة للوصول الى المبتغيات الشخصية وحذوا حذو السابقين.
في الحقيقة ان الشعب ايضا جزءً من هذا الخراب فلا يعلم ماذا يريد ولا هو اسهم في تحقيق ما يصبو اليه.
فلا يقوم بواجبه الا وفق العمل الجمعي او فتوى دينية او قانون صارم يلاحقه غير أبه لخراب بلده.
بل يساهم في المزيد من السلبيات ويساعد في الفساد والرشى وتدمير ممتلكاته ورمي الانقاض في الشارع وغيرها.
في الحقيقة ايضا ان النخب الفكرية والمثقفة فشلت في صناعة رأي عام وتحريك الشارع نحو التنوير وصاروا اما منظرين او متسلقين او خائفين من امراء الموت
وبعضهم سلك اقصر الطرق وهاجر.
في كل الجلسات مع اغلب القيادات السياسة لا يمتلكوا رؤيا لبناء دولة بل همهم الاول هو الاستمرار بالحصول على المغانم والمكاسب والبقاء في الساحة السياسة.
المبكي ان الكثير منهم لا يصلح ان يكون مدير مجموعة عمال خدمات بل حينما تستمع اليهم تشعر بالقيء لكنك مجبر ان تستمع لمًا يتحدث كونهم شخصيات عامة ولديها جمهور ومؤثر في صناعة القرار.
بقي ان اقول الحقيقة الاخيرة ان الفشل مستمر باستمرار الاداء والنهج السياسي لادارة الدولة والحياة الاجتماعية وجهل الفرد.
ونحن كنخب فشلنا حقيقة وجل ما نستطيع ان نقدمه هو التنظير الاجوف والحلول التي لا يمكن لها ان تكون من الاصل.
بالنهاية نحن نقوم فقط بالتنفيس من خلال ديمقراطية هجينة.
https://telegram.me/buratha