د.جهاد العكيلي *||
حالة الملل واليأس التي عمت صفوف الكثير من ابناء الشعب العراقي جراء تردي الاوضاع المعيشية والصحية والخدمية وغياب الخدمات دفعت بالكثير من الشباب اليائس للتفكير بطرق شتى للتخلص من الحياة لكن الشاب علي عادل اختار بإسلوب ساخر حين هدد برمي نفسه من مكان مرتفع، في مقطع فيديو مصور، إذا لم يستجب الرئيس جو بايدن لمناشدته باللجوء الى الولايات المتحدة الامريكية ..
ويعكس تهديد الشاب هذا مدى التدهور الذي اصاب الحياة في العراق وشل قدرة المواطن على مواجهة الظروف الصعبة وما يحصل من تدهور مستمر بعد ان جرب العراقيين حظوظهم مع رؤساء الاسبقين والحاليين ، فكلهم سواء مع اختلاف في درجات ظلمهم و لا امل مرتجى منهم، ومع كل الذي حصل ويحصل لا يزال العراقيون يتعلقون بحبال الأمل ولا أحد يقدر ان يحول تمنياتهم وأمالهم الى حقيقة على ارض الخيرات ..
ان الإصلاح الذي لطالما يدعون اليه اصحاب السياسات الخاطئة لم يتحقق أي شيء منه ما دفع بالبلاد الى المزيد من الكوارث الكبيرة التي شلت من قدرة المواطن وطاقته المادية والمعنوية، حتى صار العراقيون يبحثون عن منقذ حقيقي لمعالجة ازماتهم، فراح الكثير منهم يطرق ابواب الرجاء بنصيحة يقدمها لهم من على شاشات التلفزة فلكيون ومنجمون ومن قارئي الطالع، وهم يردون عن تساؤلات المواطن ورجائه بكيفية الخروج مما هم عليه، فإستعانوا مثلا بطالع هذا المنجم ليبشرهم بطرق الخلاص لكن رجائهم طال ولا شيء يلوح في الافق القريب سوى .. قال لي معلمي!..
وعلى مر الايام يزداد يأس المواطن يوما بعد اخر لكن هذا اليأس لم يفت من عزيمتهم وعضدهم كليا للبحث عن مخرج يجنبهم الظلم والحيف المستمرين الذي لحق بهم جراء جهلة السياسة، فلجأ الكثير من المواطنين للتردد على زيارة الاضرحة بشكل لافت للنظر ، ولا ضير في ذلك فيما فضل اخرين التحصن بالأدعية والمعوذات لغرض الخلاص من الواقع المظلم الذي انعدمت فيه سبل العيش بحرية وكرامة وامن وسلام وان ينعموا بنعمة الكهرباء والمياه الصالحة للشرب فأضحى ..
لقد دفعت عوامل غياب العيش الكريم بالكثير من العراقيين الى اليأس من عدم معالجة واقعهم المرير حتى انهم باتوا يألفون النكات عن واقعهم هذا المضحك المبكي في آن واحد ، وما اقسي هذه المشاهد التي جفت حيالها مآقي العيون وتصلبت فيها قلوب المتصدين للعمل السياسي ..
كل ذلك حصل ويحصل ولايزال الحال هو نفس الحال أن لم تكن قادمات الايام تحمل الأسوأ، فماذا يفعل الناس لحل لحلحلة مشاكلهم التي وقعت على رؤوسهم غير أن يتجهوا الي صنم الديمقراطية وراعيها، فصعدوا السطوح ينادون الرئيس الامريكي جو بايدن وبشكل هزلي وكوميدي يشكون حال مخلفات احتلال امريكا للعراق ، فلا ماء ولا كهرباء ومشاهد وصور اخرى تبعث على تردي الواقع وانهيار النظام الاجتماعي، حتى ان الشاب علي عادل اضطر لمخاطبة (رب الديمقراطية) وباعثها لنا على يد السراق والفاسدين حين ناشده: ارحمنا يا بايدن، فاستجاب ولكن معتذرا على لسان القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، جو هام، بحجة كورونا ، لكن الكاظمي فعلها قبل يوم واحد من توجهه الى البيت الابيض للقاء بايدن ..
*/ كاتب عراقي
https://telegram.me/buratha