المقالات

الاخطبوط الصيني قادم..!

1440 2021-07-27

 

قاسم الغراوي||

 

·        المصالح الامريكية في خطر

 

لعل أبرز ما يميز جيوسياسية منطقة (الشرق الأوسط- The Middle East) تتمثل في أهميتها الاستراتيجية عابرة الإقليمية كما يسميها (شانتال كوادرات) والتي تعود إلى عوامل متعددة، أبرزها احتياطيها الضخم من النفط ، وتحكمها في خطوط ملاحية دولية رئيسية ، وتأثيرات الصراع العربي الإسرائيلي وبؤرة الصراع المزمنة في الخليج على مصالح الأطراف الدولية بها ، وقربها الجغرافي من  أوروبا .

 أن أهم أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط ، تتمثل في برنامج إيران النووي ومحاولة العودة له وكذلك تأمين إسرائيل وتعزيز السلام بين العرب وإسرائيل، وإنهاء الحروب في اليمن وليبيا (كما تدعي).

نعتقد ان الادارة الامريكية تواجه مازقا حقيقيا في كيفية مواجهة اخطبوط الاقتصاد  الصيني الذي بدا يمد باذرعه  القوية ومد الجسور مع دول اسيا باتجاه اوربا والى افريقيا عابرا الخطوط الحمراء .

 فبعد ان كانت الصين في المرتبة العاشرة اقتصاديا في ثمانينيات القرن الماضي امست اليوم في مقدمة الدول بعد امريكا ولكنها ستتقدم عليها في السنوات القليلة القادمة .

 يتبادر إلى الذهن التساؤل عن ما هي أوجه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط التي سوف تبقى على حالها، وما هي المظاهر التي سوف تختلف بشكل واضح وماهي الاولويات في مواجهة المد الصيني؟

سوف يكون هناك ضغط مستمر من قبل الادارة الامريكية على الشركاء العرب وإسرائيل للحد من علاقاتهم مع روسيا والصين، وسوف يكون هذا واضحا بوجه خاص في مجالات الدفاع والأمن، والفضاء الإليكتروني، والذكاء الاصطناعي، والطاقة  النووية

إما منطقة الشرق الأوسط ستبقى نطاقاً استراتيجيا حيويا للأمن القومي الأمريكي، حيث بدأت الإدارة الأمريكية الجديدة مع وصول جو بايدن إعادة النظر في سياستها الخارجية محاولة انهاء الملف النووي والتفرغ للمارد الصيني القادم الذي فرض نفسه لاعبا دوليا  من خلال اقتصاده وتسهيلاته للاستثمار في منطقة الشرق الاوسط في نشاط محسوب وتمدد في كافة الاتجاهات .

ان المشكلات والصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ليست نتاجاً فقط لعوامل محلية ولكنها بالأساس نتاج لتدخلات دولية خارجية في شؤون المنطقة ومحاولة رسم سياسة الامر الواقع والتواجد فيها بشتى الوسائل للحفاظ على مصالحها في ظل تحديات الاقتصاد والامن السبراني والطاقة وامريكا ستضطر اخيرا الى الاعتراف باللاعبين الدوليين ( الصين وروسيا وايران وكوريا) التي حاولت ازاحتهم بكل الطرق ومنها العقوبات الاقتصادية والحصار لكنها لم تنجح واصبح القرار  دوليآ فاعلا وليس احاديا ومؤثرآ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك