المقالات

عذراً يا هذا: كم سعر أختك!؟

1490 2021-07-30

 

قيس النجم ||

 

تعجبتُ كثيراً؛ لأني رأيتُ قبل أيام امرأة ميتة لكنها تتنفس مثلنا، فقدت الإبتسامة، وجهها شاحب، عيونها تدمع، لا تملك كبرياء، كأنها من شدة الصدمة أصابها الهذيان، أو أنها هربت من يدي الدفان، باكية شاكية الى الله لما أصابها .

عذراً أنا فضولي، فالمنظر يشدك، لأنْ تعرف ما السر وراء تلك المرأة، وذاك الوجه المخيف الخائف، تقدمتُ للمساعدة، فليس لدي افضل من هذه الحجة، لمعرفة ما أصابها وما يدور في رأسها المعذب.

فوها يُخرج كلمات غير واضحة ركيكة ومتشابكة، تارة ترفع يديها الى السماء، وتارة أخرى تمسح وجهها ودموعها، تقدمت اليها أكثر وسألتها:

عفوا أختي: هل أضعتِ نقودك؟

سكتتْ ولم ترد، نظرتْ الي لتتمعن بوجهي وقالت: ليتني أضعتُ كل ما أملك، ولم أكن بهذا الموقف الحقير من أنسان أحقر!

رفعت يديها الى السماء وبلسان المظلوم قالت : يا رب لقد أغُلِقت الأبواب أمامي، وبعضهم بائس حقير يساومني على شرفي، من أجل راتب قليل أسد به رمق ثنايا أرواح أطفالي، فأنا المعيلة الوحيدة لهم، مع الأسف البعض لا يحسب حساباته جيداً، في هذه الدائرة اللعينة اللهم أخزهم في الدنيا والآخرة.

هنا سكت الكلام، لم أستطع ان أتفوه بكلمة، لقد فقدتُ حجتي وإنعقد لساني، الا من سؤال واحد ظل يدور في خاطري، هل يوافق هذا الحيوان المريض على أن تلقى أخته، أو زوجته، أو إبنته، مثل هذه المساومة الرخيصة!؟

أذكرك أيها الموظف، إن الله بالمرصاد، وكما تدين تدان، حين تحاول العبث مع النساء الضعيفات، اللاتي يفدنَ على مؤسستكَ لتقدم لهن الخدمة، حتى يستطعنَ مواجهة الحياة بعفة وشرف، وتبدع في استخدام اساليبك الخبيثة، لتجعلها تيأس لكثرة الروتين، وتتعمد الى إطالة أوقات مراجعتها، كي تكون صيداً سهلاً لك، وتطالبها بوسائل قذرة مقابل تمرير معاملتها.

ختاماً: عندما تنزع إنسانيتك، وتقودك رغبتك وشهوتك، سوف تصبح كالحيوان بلا رحمة، وأخص الموظف القبيح الذي يتصيد بأعراض الناس، من أجل إشباع غريزته، وستكون كضبع مفترس، عذراً يا هذا كم هو سعر أختك!؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك