حيدر الموسوي ||
احد اصدقائي القدماء التقينا بعد فترة طويلة من الانقطاع لاسباب من بينها سفره خارج البلاد لسنوات
سألني لماذا لم ترشح للانتخابات وهذا طبعا السؤال طرح علي منذ سنوات طويلة
نعم طرح علينا من قبل اكثر من جهة سياسية وفي الدورات السابقة واخرها الحالية مرة بصورة مباشرة ومرة بطريقة التلميح
البعض يتلهف لهكذا موضوع خاصة في المراحل الماضية وفق قانون الانتخابات السابق
احيانا يجد الانسان انه قد يفشل في تحقيق بعض مصالح الناس ويخيب امالهم وبالتالي قد يكون دوره غير مفيد
وهذه تبقى قناعات
لكن للاسف عضوٍ مجلس النواب وبقية المناصب الاخرى في السلطة التنفيذية يشعر صاحب الموقع الذي انيط به
انه حقق مجد كبير وكل همه هو كيف يستفيد من هذا الموقع وخشية الناس منه وان سطوته واسمه صار شيء كبير امام الرأي العام فضلا عن الامتيازات والمنافع المالية
لكن لم يفكر حتى اللحظة احدهم ان يعمل تغيير هذا النهج في الدولة العراقية ، مثلا التقيت باعضاء البرلمان السويدي عام ٢٠١١ فكانوا يرتدون ملابس بسيطة الجينز والتي شيرت ويأكلون من كافتريا كنت معهم وجلست في الشارع يأملون سندويش بسيط وراتبهم جدا متواضعةوليس لديهم اي ممتلكات ضخمة
هم موظفي خدمة بل هناك وظائف اخرى افضل في الامتيازات منهم
وخاصة اصحاب الاعمال الحرة والخاصة
فالوزير هناك بعد انتهاء الدوام الرسمي طبيعي جدا تجده ان يتناول القهوة ومعه زوجته في اي مكان عادي ورخيص الاسعار ولا احد يكترث له او يعرفه من الاصل
لان الدولة هناك بمفهومها السياسي وليس الاقتصادي والخدمي
كون نصف الاقتصاد هو بيد القطاع الخاص واغلب الخدمات تملكها جهات ليست حكومية
حتى الصحافة هناك لن تجد فيها اخبار سياسية الا الشيء القليل فاغلب الاخبار عن المشاهير من الفنانين ورجال الاعمال والرياضيين وغيرهم
لذلك لا احد يهتم هناك بهذه الشخصيات فمن الطبيعي تنجح تلك الديمقراطية وانظمتها البرلمانية
في شعوب منطقتنا وخاصة الدول العربية تلك المواقع اصحابها مقدسين ولديهم طاقم من الخدم ويحولون الموقع الى ملك طابو ربحي لهم ولاسرهم واقربائهم
وممنوع المساس بهم او محاولة تغييرهم لاسباب تتعلق بالاداء او التقصير او فساد حتى يصيبهم مرض النفود والنرجسية والغرور والتكبر وفقدان البصيرة وجل تفكيرهم كيفية البقاء بالموقع او الصعود لموقع افضل
ويفرحون كثيرا حينما يجدوا الناس تتوسل اليهم وتشكرهم على اتفه الامور التي هي من واجباتهم
تشجيع تلك الطبقة جاء نتيجة الثقافة التوسلية التي يمتاز بها الفرد العراقي والعربي بشكل عام
( الله يخليك ويحفظ جهالك وما قصرت وما نعرف شلون نجازيك وانت اخونا الكبير وحجينا وتاج راسنا ) وهذه المصطلحات التي تشجع على صنمية المسؤول
هذه لا وجود لها في الدول المتقدمة والديمقراطيات القديمة
نحن ليس لدينا دولة بمفهوم الدولة لدينا طلاب سلطة وامبراطوريات وامراء همهم الصعود واشباع الغرائز والجشع والمال
لكن هذا لا يعني ان نترك ساحة العمل السياسي والاعلامي ولا بد من التوعية بشكل او اخر عسى ان ننتج يوما نموذج مغاير
https://telegram.me/buratha