المقالات

يوم النداء أكذوبة صدام المحب للدماء..

1679 2021-08-02

 

د. عطور الموسوي ||

 

خرج الجيش العراقي منهكا من حيث العّدة والعدد والمعنويات من حرب الثمانية أعوام، ولم يهنأ بهذا الخروج ولم يتنفس صعداء السلم والهدوء سوى عامين، ليزّجه ذلك (القائد الضرورة) في حرب جديدة بدأت بسيناريو عرب الجاهلية الأولى وغاراتهم القبلية على جيرانهم، وانتهت بدمار كامل لما تبقى من جيشه المتهالك.

يوم الثاني من آب عام 1990 كان غزو الكويت وأطلق عليه الإعلام الصدامي "يوم النداء" وفبركوا شخصية وهميّة هو الدعي علاء حسين جبر الخفاجي الذي نصبه صدام أميرا لها بين ليلة وضحاها، وأعلن أنه عقيد في الجيش وبزي كويتي!.

 إنها حادثة واحدة من حوادث تعددت طيلة حقبة حكمه الأسود نمّت عن مدى استهتار صدام وهمجيته من جهة، وعن مدى انقياده لسادته الأمريكان من جهة أخرى.

لكن الأهم أنها كانت بداية تهشم تحالف الشر الذي تعاضد به عربان الخليج ودولة آل سعود عندما دعموا حربه الظالمة على شعب مسلم قد تحرر من ربقة الاستبداد البهلوي ولم يلملم جراح شعبه بعد.. نعم كلنا نتذكر مقولة أولئك الأعراب لطاغية العراق: " منا المال ومنك الرجال" وصار رجالنا وقودا لها راضين أو مجبرين كانوا يموتون، ولم تكتف دولة الكويت بالدعم المالي وإنما أتاحت له استخدام جزر "وربه وبوبيان وفلكه " المحاذيات للحدود الايرانية إمعانا في الحقد ومزيدا من الغدر، هكذا اجتمع عبيد العرب تحت إمرة الشيطان الأكبر ليشعلوا فتيل حرب دمرّت البنية الاجتماعية للشعب العراقي وولدت مئات الآلاف من الأرامل وأضعافها من الأيتام، فكان الخاسر الأكبر منذ تلك اللحظة وليومنا هذا.

لن نشمت وليس من عادتنا الشماتة لكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، فهل عرفت الشاعرة الكويتية سعاد الصباح معنى أن تكون ليلة عرسها هي القادسية؟ وهل تحسست الأمهات في الكويت نار فقد الأحبة التي اكتوت بها أمهاتنا منذ أن وطئت قدم صدام الذي أيدوه سدة الحكم في العراق؟

يبدو أن لأبيات الشاعر إيليا أبو ماضي خلودا :

أ دُموعيَ خلٌ ودمعك شهدٌ      وبكائي ذلٌ ونوحُك سؤدد

نعم سقط صدام وظلّت الكويت لا تطيق العراق والعراقيين، وما زالت ليومنا هذا تستقطع ديون ذلك الطائش وقد ضاعفتها الفوائد! ولن أبرئ ساحتهم من دعم فلول البعث وعصابات الإرهاب، فهم قد أحبوا مشاهد البكاء في وجوه نسائنا وأطفالنا منذ أن دعموا طاغية سامنا العذاب وهو عاث في أرضنا الطيبة الفساد وفتك بالحرث والنسل، وفي هذا اليوم أوجه عزاءا مخلصا لأمهات من غدروا يوم احتلال الكويت وأقول لهن إن المجرم الذي غيّب أحبتنا وأحبتكم واحد، ومَن فقدنا منهم مجتمعون عند بارئهم يشكون ظلمه وهو الحكم العدل، فلماذا لا ترق قلوبكن لآهات أمهاتنا الثكالى؟ ولماذا لا تشيعوا التعاطف مع مظلوميتنا التي عانينا منها عقودا مظلمة تحت نير حكم البعث الذي شهدتم مقطعا قصيرا منه؟

وما أشبه اليوم بالأمس وتحالف الشر الجاهلي ما انفك يكيل أهلنا في اليمن أشد أنواع الأذى وأسوأ ممارسات القتل الجماعي البعيدة عن كل قيمة وأخلاق عربية أو إسلامية، هاهو اليوم يتشظّى وتستفحل الخلافات فيما بين القتلة وأيديهم تقطر من دماء أبنائنا وأبناء اليمن .. وغدا يطول وقوفهم بين يدي الله، ولن تنفعهم قصورهم وعبيدهم ولا الشيطان الأكبر الذي ضللهم.

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

 الاثنين 2 آب 2021

22 ذو الحجة 1442

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك