قاسم الغراوي ||
كان العِلم -ولا يزال- مجموعةً من المعلومات والنظريات والخبرات المتناغمة، بواقع محايد مُشاد على إثباتات وبراهين وسلَّم تراكمي؛ فهو يُضيف المعلومات الجديدة الصحيحة إلى المعلومات القديمة ويُنقِّحها ويزيد من دقَّتها.
وأجمل ما فيه هو تجدُّده وتطوُّره الدائم وقابليَّته لتصحيح نفسه؛ إذ بُنيَ منذ الأزل على منهج الملاحظة والفحص والتجريب وصولاً إلى وضع النظريات.
لايمكن النهوض بالبلد مالم يقوده العلماء والمفكرين والباحثين من خلال دراساتهم واكتشافاتهم وتوفير كل ما من شأنه ان يساعدهم في ذلك من رصد الأموال وتوفير المختبرات وحمايتهم وتكريمهم والاحتفاء بهم وتهيئة الظروف الملائمة لابداعهم.
لقد تطورت الشعوب وقفزت قفزة نوعية بعلماءها ومفكريها ومثقفيها من الذين اجتهدوا وقدموا سنين العمر من أجل الارتقاء ببلدانهم وماهذه الثورات الصناعية والطفرات التقنية في المجالات العلمية كافة الا نتاج الدراسات والبحوث العلمية لفترات ليست بالقصيرة والتاريخ القديم والحديث يحدثنا عن أسماء لامعة في العالم قدمت الكثير في حياة البشرية في المجالات كافة كالطب والفيزياء والكيمياء والفضاء وتقنيات الاتصالات الحديثة وتصنيع الأجهزة الذكية.
ان كثيرا من علماءنا ومفكرينا والباحثين غادروا البلاد بعد أن وجدوا ملاذا امنا وأجواءا تساعد على الابتكار والبحث والأختراع، حيث تعتني تلك الدول بالنخب من المفكرين والعلماء للنهوض بواقع بلدانهم بتوفير أرضية مناسبة تسهم في نجاحهم وتحقيق النتائج المطلوب مقابل هذه التسهيلات.
ينعكس نقص الموارد المالية سلباً على مناخ البحث العلمي. يحتاج الباحثون إلى إمكانات مالية للتفرغ لأبحاثهم وإلى مؤسسات بحثية متطورة تقنياً وعلمياً وإلى ورشات تدريب ورحلات بحثية وتعاون دولي، وكل ذلك يحتاج مالاً وفيراً، تملك منه الدول العربية الكثير لكنها لا تنفق منه في البحث العلمي إلا قليلاً.
على الحكومات انشاء مراكز تخصصية للابحاث والدراسات وتجهيزها ورصد الأموال اللازمة لها لتسهل مهمة الباحث في الوصول للنتائج المطلوبة من أجل خدمة المجتمع والانسانية.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha