المقالات

في ميلاد سيد العراق وقلبه..

1986 2021-08-04

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

·        إصبع على الجرح ..

نعيش هذه الأيام ذكرى ميلاد منقذ العراق وحافظ أرضه وعرضه وكرامته وسيد العقل والحكمة والبصيرة وصدى الحق لدين رسول الله ص المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني حيث ولد قبل واحد وتسعون عام في التاسع من شهر ربيع الأول عام 1349 للهجرة في المشهد الرضوي الشريف في أسرة علمية معروفة ، والده هو العالم المقدّس السيد محمد باقر ووالدته هي العلوية الجليلة كريمة العلامة المرحوم السيد رضا المهرباني السرابي وله في النسب الطاهر من فطاحلة العلم والفكر والفضيلة ما لا يتسع المجال لذكره .

 لقد إتفق رجال الحوزة الدينية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي على إن السيد السيستاني هو من أبرز عباقرة وتلامذة الإمام الخوئي الراحل (قدس سرّه ) نبوغاً وعلماً وفضلاً وأهليّة .

وهو من إسرة علوية طاهرة جل ابنائها وابائها من أساطين العلم والعلماء والحديث عن نشأته هو الخوض في بحر لا متناهي .

 لقد كان السيد السيستاني صمام أمان العراق أرضا وشعبا فكلنا يتذكر الأيام الأولى لسقوط الصنم واحتلال القوات الأمريكية للعراق وكيف كانت النجف الأشرف ميزان هيبة الدولة وتلك الفتوى التي اصدرها سماحته بعدم جواز انخراط رجال الدين في العملية السياسية أو تبوأهم أي منصب وظيفي في الدولة .

 وما كان لسماحته من حضور فاعل في حسم المواجهات مع الجيش الأمريكي وقواته الغاشمة زمن رئاسة اياد علاوي للحكومة إثر محاصرتهم لأبناء (جيش المهدي) وقيادة التيار الصدري في الصحن العلوي الشريف .

 لا ينسى الشعب العراقي ما كان للسيد السيستاني من موقف خالد في وأد الفتنة الطائفية بعد تفجير مرقد الإماميين العسكريين في سامراء حيث نادى بوحدة العراق والأخوة والتلاحم بين الشيعة السنة الذي وصفهم بأنفسنا .

من ذا ينسى خطب الجمعة التي كانت نبراسا ومنهجا ودليلا لكل ذي عقل وبصيرة وذلك الخطاب الأبوي الراعي لكل العراقيين فلم يتحدث يوما بطائفية ولم يدعوا يوما الا الى العدل والعدالة والأخوة والوحدة ومحاربة الفساد واقصاء الفاسدين حتى بح صوته واغلق الأبواب بوجه كل ساسة العراق الذين باعوا دينهم بدنياهم وتهاووا في حضيض الفسق والفساد والعمالة والخنوع .

 فيما كان سماحة السيد السيتاني في مكتبه بتواضعه وزهده في ذلك الزقاق العتيق في النجف الأشرف محجة لكبار قادة العالم والزعماء من الأمم المتحدة والفاتيكان فلا رأي الا رأيه ولا عقل يغلب عقله ولا حكمة من دون حضوره وإستشارته فعنده القول اليقين .

 أخيرا وليس آخرا ماذا نقول وأي شيء نقول عن فتوى الجهاد الكفائي التي قلبت موازين القوى ومزقت اوراق الغرف المخابراتية في البنتاغون والموساد بصنيعتهم داعش الإجرامي تلك الفتوى العظيمة الخالدة التي انجبت جيشا عقائدي جرارا من ابطال الحشد الشعبي المقدس الذي حفظ العرض وحرر الأرض وابقى للدولة العراقية هيبة وجودها واستمرار بقائها رغم انف من خطط ودبّر وموّل لداعش من ارباب البعث الصدامي واعراب الحقد والنفاق . .

 ولن ينسى العراقيون الآلاف المؤلفة من العوائل التي تأويها المرجعية وتعيلها ومن كل الطوائف .

 اليوم في ذكرى ميلادك سيدي ومولاي ابا محد الرضا نبتهل الى الله العلي القدير أن يحفظك سيدي بعينه التي لا تنام وان يطيل عمرك لنا فأنت هيبتنا ووقارنا وعزّتنا وعنوان كرامتنا وانت يا سيدي نور بصيرتنا وميزان الحق فينا وصوت العدل .

 انك يا سيدي دليل كبريائنا وسنا الرشد فينا ولنا .

اطال الله عمرك سيدي أبا وراعيا ومرجعا ومنقذا وأملا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك