محمد هاشم الحجامي ||
في العاشر من محرم اجهزت جيوش الطاغية الأموي يزيد بن معاوية على سبط النبي صلى الله عليه وآله الإمام الحسين بعد حصار لثمان أيام في كربلاء ومنع من العودة إلى المدينة المنورة أو دخول الكوفة التي فيها شيعته ومعه أهل بيته وثلة من أصحابه فمنع عنه الماء ووقفت جيوش بني أمية تمنع القادمين لنصرته ثم قتلوه ومثلوا بجثته وقتل معه أكثر من سبعين فردا بينهم أكثر من عشرين شخصاً من ال البيت عليهم السلام وحرقت خيامه بعدما نهبت ثم سيقت بنات محمد اسارى وبينهن زينب بنت علي وأمها فاطمة الزهراء وهي صحابية بتعريف أهل السنة لأنها ولدت وعاصرت النبي صلى الله عليه وآله .
أُخِذت بنات الرسالة سبايا إلى حاكم دمشق يزيد ولم يبق معهن من الرجال إلا زين العابدين عليه السلام فهذا المشهد عرى بني أمية ومؤسس ملكهم معاوية الذي نصب المجرم الناصبي ابنه يزيد خليفة على المسلمين فصار عاشوراء يوم للتضحية ومناسبة يحييها المسلمين ويستذكرون جرائم يزيد بن معاوية في حين كان الخط الأموي يحتفل بذلك اليوم ويفرح به وهو يوم بهجة وسرور عند هؤلاء المنتمين إلى أبي سفيان ففيه اقتصوا من النبي ديون بدر والأحزاب فكان يردد طاغيتهم يزيد حينما دخلت عليه رؤس شهداء ال البيت :
ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من ضرب الاسل
لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يد زيد لا تشل
فيزيد يعد هذا الفعل قصاص ودين قديم بذمة النبي وأمير المؤمنين لما حصل لأسلافه في معارك الاسلام الأولى ، ولتغطية الحدث وتحويل أنظار المسلمين عنه وابقاء أنصارهم وأتباعهم فرحين بما حصل فيه لآل البيت عليهم السلام ابتدع إعلامهم بدعة مفادها أن هذا اليوم يوم نجاة موسى عليه السلام من فرعون وجاءوا بأحاديث وقصص لا تستقيم أمام العقل والمنطق .
المتابع لأهم نصوصه وسياقاته يكتشف التناقض جليا ويسجل ملاحظات عدة منها :
إن هذا اليوم لا وجود له ضمن احتفالات اليهود المعروفة اليوم اي ليس يومه العاشر محرم وهو غير موثق في كتبهم فإن كان مشهورا زمن النبي فلم نساه اليهود ولم تحفظه مدوانتهم وهي التي حفظت ما هو أبعد من هذا التاريخ بكثير وأن النجاة حصلت في شهر نيسان كما هو معروف عند اليهود و التناقض في الروايات المخبرة عنه فبعضها تقول إن قريش كانت تصومة في الجاهلية كما في صحيح البخاري / الحديث ٢٠٠٢ في باب الصوم (١) وأخرى تتحدث عن سماع النبي به اول مرة في المدينة المنورة حيث نقل البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وآله لما قدم المدينة رأى اليهود يصومونه فصامه (٢) ، وأخرى تتحدث أنه قال سوف اصومه في السنة القادمة إن بقيت لكنه توفي فكيف عرف من اليهود وتوفي بعد عام والمعروف أنه عاش أحد عشر عاما بعد وصوله المدينة هذا من جهة ومن جهة أخرى آخر يهودي غادر الجزيرة العربية السنة الخامسة للهجرة وهو ( صلى الله عليه وآله) بقي بعد مغادرتهم ست سنوات فاي تناقض في هذا !!!! .
ربما أحد يقول هناك روايات نقلها علماء مدرسة آل البيت كالشيخ الطوسي في التهذيب وغيره تدعو إلى صيام يوم عاشوراء نقول إن تلك الروايات مفادها _والله العالم وكما يظهر من فتاوى فقهاء مدرسة آل البيت _أن صوم ذلك اليوم مواساة لآل البيت وما حل بهم وتكون نيتها الإمساك عن الأكل والشرب إلى قبيل الغروب ويفطر الصائم وهو بهذا الفعل يواسي نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين علي والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهما السلام بمصابهم الجلل .
إن هذا اليوم فيه شقان :- أحدهما حزن ال محمد ومحبيهم على مقتل السبط الشهيد والثاني هو فرح الطلقاء لقصاصهم من ال البيت وأخذهم ثارات بدر والأحزاب ومن قتل منهم في صدر الاسلام من بني أمية ومن شايعهم لذا ابتدع بنو أمية حديث نجاة موسى ليبعدوا الأمة عن جريمتهم النكراء التي ارتكبوها بحق ال محمد .
(١) صحيح البخاري / دار ابن حزم /حديث ٢٠٠٢ ص ٢٣٧
(٢) المصدر السابق كتاب الصوم حديث ٢٠٠٤ / ص/ ٢٣٨
https://telegram.me/buratha