الشيخ محمد الربيعي ||
[ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ]
عندما نتتبع التاريخ نرى ان الشعائر الحسينية ، مرت بأزمات عديدة تمثلت بأشكال عدة منها :
▪️الشكل الاول : الازمة الفكرية او قل الازمة القولية ، وهي ازمات الاثبات و الدليل من الصحتها ، و التوافق مع الشريعة ، و الشرعية ، و العقيدة ، اخذت شوطا كبيرا ، من الزمن ، و صدر بهذا الصدد عدة ابحاث كانت نافعة ليس على مستوى الاثبات لشعائر فحسب ، بل لتداخلها مع مواضيع التحقيقة الاخرى ، فكانت ايضا نافعه و وافية .
▪️الشكل الثاني : الازمة المنع من الاداء ، او قل الازمة العملية ، فنلاحظ كانت هناك محاولات عديدة ، لمنع اقامة الشعائر ، بل محاولات كانت عنيفة و قمعية ادت الى ازهاق العديد من الارواح .
اذن في ضوء تلك الازمات ، و الصعوبات و المضايقات ، ولضرورة اقامة تلك الشعائر التي تمثل مظهر من مظاهر ارتباط الفرد بعقيدته ، كان لزاما التوجه الى سبل الاقامة تلك الشعائر من دون ان يكون فيها ضررا على المؤمنين .
لان الحفاظ على ارواح المؤمنين من الواجبات الحتمية التي شدد الاسلام عليها ، و من اجل ذلك ، نستطيع القول شرعت الزيارات و الاعمال عن بعد و جاء الحث عليها بروايات عده ، لكي تكون البديل في الظروف التي تعتبر صعبة و حتمية الضرر مثلا ، او يبقى الخيار بالعمل بها باقل قدر ممكن ان يقدمه الانسان اتجاه ربه و الائمة .
حيث نستطيع القول و من باب الاستنتاج المبني على قول ( و الله العالم )، كان الحث على الزيارات و الاعمال من بعد و سيلة فعالة لتقرب الى الله و بقاء صلة احياء الشعائر الاسلامية باقية ومستمرة في ظروف الضرر .
محل الشاهد :
في ضوء ما نعيشه من ازمة وباء فايروس كورونا ، كان لزاما على المؤمنين كافة ، احياء الشعائر ، في ضوء ما يحافظوا به على انفسهم و المجتمع .
{حيث لا تعد احياء الشعائر مبرر لعدم الاخذ بالوسائل الوقائية التي بها يمكن المحاظة على نفس و في ذات الوقت على ديمومه احياء الشعائر } ، من المحافظة على التباعد و لبس الكمامات ، و الاختصار مثلا على شعائر الرئيسية كالمجلس الحسيني ، الذي نراه من ابلغ الشعائر التي فيها القربى و الفائدة مع الالتزام بسبل الوقائية .
و يمكن من كان جسدة فيه ضعف و يكون في محل امكانية الاصابة المحققة مثلا ان يكتفي باحياء الشعائر من داره فاليوم البث التلفزيوني شيء جيد و من الممكن ان يشكل بدرجة من درجات لمن لا يستطيع سبيلا لاختلاط تعزية مقبولة .
ايها الاحبة ....
ان الامام الحسين ( عليه السلام ) ، انطلاقته كان علمية ، ثقافية ، من اجل احياء العقل و النفس ، و احياء العالم بما يجعله متفهما لما ينفعه و يضره ، و يكشف كل المؤامرات التي تحاك ضده ، فان فرضنا ان فايروس كورونا مصنعا او لنقل غير مصنع اصبح من الواجب على المؤمن الحسيني ، ان يحافظ على نفسه باعتبار ديمومه الشعائر متعلقه مرتبطه بوجوده ، و عليه ان يحافظ على نفسه بقدر اهتمامه بتلك الشعائر ، و محبا لبقاء من اجل احيائها....
نسال الله حفظ الاسلام و اهله
نسال الله حفظ العراق و شعبه
https://telegram.me/buratha