المقالات

مؤتمر الجوار الإقليمي العراقي..والتدوير الإمريكي 

1394 2021-08-13

 

 قاسم سلمان العبودي ||

 

تحاول الولايات المتحدة الإلتفاف حول القرار البرلماني القاضي بخروجها من العراق ، بأي شكل من الإشكال . مره من خلال أدعائها بخطر الأرهاب الداعشي الذي يشكل خطراً على العراق ، ومره من خلال أستهداف قطعات الحشد الشعبي على الحدود ، وفي الداخل العراقي ، وأخرى من خلال أصدار عقوبات أقتصادية ( مضحكة )  على بعض القوى السياسية المنضوية تحت قبة البرلمان ، والتي صوتت على أخراج القوات الإمريكية . 

اليوم السيناريو مختلف عن السابق . وذلك من خلال أقامة مؤتمر الجوار الأقليمي للعراق ، في محاولة من واشنطن بأيهام الرأي العام العراقي بأن مشكلة العراق تكمن بدول الجوار العراقي ، في أشارة واضحة جداً صوب طهران ، بعيداً عن تواجدها الإحتلالي . 

جميع الإنظمة في العالم عندما تذهب الى عقد مؤتمرات ( لبرمجة ) مصالحها الداخلية   والخارجية ، وذلك بعد أن تحل جميع مشاكلها الإقتصادية والإمنية والإجتماعية الداخلية . بمعنى بعد أن ترتب البيت الداخلي . فما الذي ( ترتب ) في العراق من هذه الملفات التي ذكرت ، حتى يذهب العراق الى تفعيل المنظومة الإقليمية من خلال عقد هذا المؤتمر ؟ 

أذا سلمنا جدلاً بصدق النوايا ، ما هو الداعي لأستضافة فرنسا ضمن قائمة المدعوين ؟ هل أن فرنسا ترتبط أقليميا مع العراق ؟

 في ذات الوقت تستبعد فيه دمشق المجاوره من قائمة الدعوات ! نعتقد أن واشنطن بدأت بتغيير مساراتها في العراق ، آخذه بنظر الإعتبار واقعية خروجها من العراق ، لذا تحاول ترتيب جهودها بأشراك فرنسا وبريطانيا في أكمال ما بدأته واشنطن ، من رسم بوصلة العراق القادمة التي تشير بأتجاه أقامة علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني ، تحت أي ظرف كان ومهما كلف الثمن . 

وهذا المؤتمر بأعتقادنا يأتي في هذا الوقت لأمرين مهمين ، الإول توهين العملية السياسية من خلال حزمة العقوبات التي فرضتها واشنطن على القوى الرافضة للإحتلال الإمريكي ، والتي تستهدف تواجدهم من خلال القصف المستمر للسفارة وبعض القواعد العسكرية ، ضناً منها أن من يدفع بهذا العمل العسكري هي الإصابع الإيرانية ، التي تضغط على واشنطن من أجل مصالحها .  

والأمر الثاني ، هو أعطاء صفة شرعية للتواجد الإجنبي غير الإمريكي مثل البريطاني والفرنسي من أجل أيهام المواطن العراقي بأن واشنطن ترعى بجدية كبرى مصالح الشعب وهذا خلاف المعلن .

  نعتقد  أن هذا المؤتمر قد فرض من الجانب الإمريكي على العراق في زيارة رئيس الوزراء العراقي الإخيرة الى واشنطن  . ربما سينتج هذا  اللقاء  تواصل أيراني _ سعودي بروتوكولي محدود  ، لكن لا نعتقد سيكون هناك أستئناف للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين كون الملفات المختلف عليها لا زالت قائمة . 

 أن المؤتمر وأنعقاده رمزياً من أجل تكريس الإحتلال ، ولن يفضي الى مخرجات حقيقية تمس الواقع السياسي العراقي ، والخروج من أزمته الخانقة . والدليل أستبعاد سوريا التي تشترك مع العراق بملفات أمنية مهمة ، وأشراك تركيا ، صاحبة النفوذ الأحتلالي في شمال العراق ، والتي تعطل مشاريع النسب المائية للعراق ، وذلك بأشارة وتوجيه من قبل السفارة الإمريكية . 

أذن ، جميع المعطيات تذهب بنا الى نتيجه واحده ملخصها ، أن المؤتمر لا يعدو كونه سيناريو مُعد في واشنطن ، واليوم ينفذ في العراق ، بأوامر أمريكية واضحة ومكشوفة أمام الشعب العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك