المقالات

أي زينب انتِ ؟


 

رماح عبد الله الساعدي ||

 

لوتتبعنا ودققنا النظر في شخصية السيدة زينب (عليها لسلام) تتبعًا دقيقًا ولاحظنا محطات حياة هذه السيدة الجليلة لوجدناها شخصية صعبة المنال، لها عدة  الوان وعدة حالات  وعدة  ملامح  يا ترى لما هذا التباين والاختلاف؟

 هل هو اختلاف  في نقل التاريخ لمواقفها ام تعظيم لبعض صفاتها ام هي اوصاف لعدة نساء يحملن نفس الاسم فختلطت على المورخين فجمعوا صفات جميعهن ورسموا لنا شخصية تحمل كل تلك الصفات المختلفة والمتباينة؟

كلا والف كلا هي امراة واحدة تحمل نفس الصفات او جميعها ولكن وضعتها الحياة في عدة مواقف فكانت زينب (عليها السلام) تعلم علم اليقين اين هي؟ وماذا سيحدث لها فهي عالمة غير معلّمَة فكانت تحسن اختيار الرداء الذي ترتديه الذي يناسب مكانتها ومع من ستكون وتعرف حق المعرفة ماذا ومتى تُظهر من صفاتها فكأنها سلام الله عليها تمتلك عدد كثير من الحلي الجميلة والنادرة وتحسن اختيار الحلي المناسبة للمكان التي تظهرها بمظهرٍ يليق بإسم زينب بنت امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليهما السلام)

فزينب في كنف جدها وابيها وامها  كانت زينب التي ترعرت بين احضان النبوة والامامة مرتدية رداء العز والكرامة  في هذه المدرسة العظيمة وتحلّت بحلي المحبة والمودة والتنقل بن احضان اهل الكساء الذين كرمهم الباري عز جل واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وزينب بعد وفاة جدها وامها غيّرت رداها الاول وارتدت رداء الام لابيها واخويها فكانت نعم الاخت لاخويها والبنت لعلي ابيها، وارتدت رداء امها وهو ان خير المرأة ان لاترى الرجل ولا يراها، فكانت تخرج  لزيارة قبر جدها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )وامها الزهراء(سلام الله عليها )فتحلت بحلي الصمت والسير بين ابيها واخويها في ظلمات الليل وما حاجتها لانوار وهي محاطة بانوار الارض والسماء.

اما زينب في عاشوراء فرتدت رداء السند والمساندة لاخيها الحسين عليه السلام والكفيل لعياله عند خروجه والقائد لما تبقى من اهل البيت بعد استشهاده.

والمحامية عن العائلة والمحدّثة عن ثورة امام زمانها، وما اراد من ثورته وانه لم يخرج اشرا ولا بطرا وانما خرج لاجل اصلاح شوؤن الامة في مسيرة السبي.

وكانت صوت الثورة الناطق التي ارجفت عروش الطغاة في مجالسهم، ولم تدمع لها عين لانها لم ترَ الا جميلا لم ترَ سوى انتصار الحق على الباطل وانتصار الدم على السيف، وهذا الانتصار باق الى يومنا هذا بعد مئات السنين .

زينب ارتدت رداء الوفاء وابت ان تعود الى المدينة بعد سبيها دون ان تودع اخاها وامام زمانها وتحلت بحلي الخجل لانها عادت له ولم تستطيع ان تحضر معها عزيزة قلبه رقية لانها توفيت في الشام فرغم ان الامر ليس بيدها لكن اعتلى صدرها عقد من الخجل والتقصير

وكانت خير الاخت الحزينة على اخيها وامام زمانها عند عودتها الى مدينة جدها برداء حزن غطى كل جوارحها  بيّض شعرها حيث لم يعرفها من راها واستمر رداء حزنها حتى وفاتها.

هذا اقل القليل من معالم تلك الشخصية التي حيّرت العقول واصبحت مدرسة عبر العصور

فسلام عليكِ يوم ولدتي ويوم توفيتي ويوم تبعثين حية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك