حافظ آل بشارة ||
دخول طالبان الى العاصمة الافغانية كابل ، هي عملية استبدال احصنة تجر العربة الامريكية وسط آسيا ، الحكومة الافغانية السابقة كانت صنيعة امريكية ، وطالبان الذين اسقطوها ينفذون مشروعا امريكيا ، هذا السيناريو تم الاتفاق عليه في الاجتماعات العديدة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة وضمت طالبان والحكومة الافغانية وممثلين من اميركا وبريطانيا وغيرهم ، مشروع امريكي جديد يعرف عنه المراقبون نقاطا ظاهرة اما الخفايا فالزمن كفيل بكشفها :
1- تريد اميركا اقامة هذا النظام التكفيري شرق ايران لاضعافها ، وسيكون الصدام الطائفي بين البلدين واردا ، خاصة وان طالبان هذه المرة سينفذون اوامر البيت الابيض مباشرة ، هذا التحول يقدم ورقة ضغط جديدة وخطيرة على الجمهورية الاسلامية .
2- تحليل روسي : تسليم افغانستان الى طالبان مشروع امريكي لمنع امتداد نفوذ الصين وروسيا الى اواسط آسيا ، خاصة وان الصين تضم اقلية الايغور المسلمة التي انتشر في اوساطها التكفير والتطرف ، وروسيا تضم اقليم الشيشان الذي هو احد معاقل داعش والقاعدة ويمكن لطالبان ان تدعم الاقليتين لخلق مشاكل للصين وروسيا.
وكل فريق تصنعه المخابرات تصنع معه نقيضه ، فعندما تنتهي مهمة طالبان ذات يوم سيتم التخلص منهم باحياء القاعدة او داعش ليقتل بعضهم بعضا ، اللعبة الامريكية الجديدة مثل الالعاب السابقة ، القتال بالنيابة والتمويل بالنيابة ، وفي كل الاحوال تنمو المؤامرات الاجنبية في البلدان المفككة اجتماعيا والتي تقاسي الفقر والأمية والضياع واليأس ، وقد صنعت واشنطن بيئة ملائمة اجتماعيا وقبليا للعب في افغانستان التي اصبحت ارضا لتجارب اميركا منذ صنعت القاعدة تحت غطاء الجهاد لمواجهة الغزو السوفيتي لافغانستان سنة 1979 ومنذ ذلك الوقت بدأت لعبة استخدام المتطرفين والتكفيريين الذين يتم اعدادهم باشراف المخابرات ، وما جرى اليوم في افغانستان ما هو الا فصل جديد في اللعبة المستمرة التي مازال اكثر تفاصيلها واهدافها مجهولا.
https://telegram.me/buratha