باقر الجبوري ||
هذا ما قاله لي احد المتلحفين بالسفارة الامريكية .
فسألته .. ولماذا حكمت عليهم بانهم تابعين لايران !
فقال لي وهو يضحك ( ان ايران تفاوضت معهم قبل حوالي شهر واحد وان وزير خارجيتها ( ظريف ) قد التقى بوفد منهم ) !
فقلت له .. كلامك صحيح واللقاء حصل في طهران ولكن لو حكمنا بما تقول فطالبان امريكية اكثر مما هي ايرانية لانها كانت تتفاوض مع الحكومة الامريكية منذ سنوات طويلة بالمباشر في واشنطن او من خلال وسطاء خليجيين وهذا امر ثابت ومعروف للقاصي والداني !
فسكت واعوّج لسانه ثم قال ( اكيد ان طالبان في نهاية الامر اصبحت مع ايران وانظمت لتحالفها وهذا يثبت ان ايران تدعم الارهاب ) !
فقلت له ( اتعلم ان اساس نشأة طالبان كانت في باكستان وبدعم امريكي وسعودي لاسقاط الحكم الشيوعي فيها بعد تحريرها من الاتحاد السوفيتي ! اتعلم ان طالبان وخلال السنوات الماضية لم تمارس اي عمل ارهابي في افغانستان او في اي بلد اخر ! اتعلم ان الاعلام الممول من امريكا كان يخلط الاوراق بين الجماعات الاخرى وبين ورقة طالبان ويجمعهم في سلة واحدة )
وهو ساكت ( لامن حلگه ولامن ........ ) !
ثم قلت له ( ثم ولنفترض انها ارهابية ) !
أفتعلم ماذا يعني ان تسقط افغانستان بيد طالبان بعد شهر واحد من اتفاقها مع ايران !
أفتعلم على ماذا يدل ذلك !
فقال ( لا ادري ) وانا كنت متاكد انه لايدري لان اغلبية من ينقل من صفحات التشارنه تجده بلا عقل او ان عقله مجرد كومة الهلام الفارغ .
وعلى العموم اعدت السؤال عليه ( اتعرف ماذا يعني ذلك )
فكرر كلمته ( لا ما ادري ) !
فقلت له .. هذا يعني ان المتلحف بامريكا عريان !
وقلت .. طالبان منذ عشرين عام وهي تسعى لاستعادة كابل وتاسيس امارتها الاسلامية فيها وبعد اتفاقها المزعوم الذي تقول (( به انت وليس انا )) وخلال شهر واحد من هذا الاتفاق استطاعت اسقاط الحكومة العميلة لامريكا !
وهرب الامريكان وتحالفهم الاسود الذي جثم على صدور الافغان طيلة عشرين عام !
وسالته مرة اخرى ( هل تعرف ماذا يعني ذلك ) .
وهو ساكت !
فقلت ( هذا يعني ان ايران اقوى من امريكا )!
وان امريكا قد خرجت خاسرة من افغانستان لان ايران خلال شهر واحد قد غيرت ميزان القوى هناك ! قلبت الطاولة على الامريكان الذين يتفاوظون معها منذ سنوات .
واليوم الصين المتحالفة مع ايران ستعترف بتلك الامارة.
وكذلك روسيا المتحالفة مع ايران ستعترف بتلك الامارة.
وكذلك ستعترف بها الكثير من الدول !
أما نحن في العراق او حتى الشيعة في افغانستان وهم الاقلية وكذلك ايران نفسها . فماذا يهمنا ان تشكلت دولة طالبان مادامت تحترم الاقليات والديانات الاخرى ودول الجوار من حولها وهذا ما ثبت من افعالها وقرارتها خلال الايام الماضية !
وفي نهاية الحوار سالته ( بعدك تسال ليش نحب ايران )
نعم نحب إيران لانها فرضت مصلحة شيعة افغانستان قبل مصلحتها وفاوظت طالبان عليهم بان لاتمس شعائرهم او اعراضهم او أموالهم والا فستكون طالبان مثال جديد لما حصل مع الارهابيين في العراق عندما حاولوا المساس بالشيعة ومقدساتهم في عام 2014 !
هسه عرفت ليش نحب ايران !
لاننا مع ايران شركاء في العقيدة ولسنا اذلاء كاتباع السفارات الذين سقطوا من الطائرة الامريكية التي رفضت ان يركبوا بها ( حالهم كحال الكلاب ) التي تم اركابها عليها !
هذه هي ايران ياحبيبي !
فسكت دهرا ثم نطق كفرا فنهق وقال ( احنه شعلينة عسى ما نارهم تاكل حطبهم )
نعم .. هكذا هم الاغبياء !