المقالات

كبرت الكلمات من افواههم!..  

2084 2021-08-17

 

د. جهاد العكيلي ||

 

الحديث والعمل من دون عِلم ومعرفة ودراية هو الجهل بعينه الذي يفتك بالعقول ويبعدها عن جادة الرشد والصواب ، وهو أمر يقود الانسان بالنتيجة لان يصبح عبارة عن ظاهرة صوتيه تُتعب السمع وترهق البدن، وينفر عنها الناس المتعلمون خشية من إنعكاساتها على الذوق العام للفرد والمجتمع بما يضر ولا ينفع .. 

الظاهرة هذه ، كما ملخصة أعلاه ، أصبحت ظاهرة مألوفة في واقعنا الحالي ، للأسف الشديد، في ظل برامج حكومية وسياسات حزبية تدير شؤون البلاد والعباد من دون عِلم ومعرفة ودراية ، ومنها تعالي اصوات هؤلاء وتزاحمهم ، بل وتسابقهم بالدعوة لبناء البلد والسير به قُدما نحو تحقيق النهضة والتطور العمراني والخدمي والتنموي والقائمة تطول بالمفقودات الصالحات .. 

والكثير من هؤلاء تحدثوا في هذه الايام بهذا الخصوص من دون خجل او حياء لإيهام المواطن بما سيصنعون ويعملون وبأصوات عالية مكررة على مدى ثمانية عشر عاما لم يحصد منها المواطن على ارض الواقع غير سراب ، مخالفين بذلك القسم الذي اقسموا به بالله العلي العظيم لخدمة العراق وشعبه ، وخالفوا بذلك كل الوصايا التي انزلها الله في كُتبه السماوية التي ختمها في القرآن المجيد الكريم الذي وضع منهجاً متكاملاً في العلاقات بين الناس، يقوم على أساس مراعاة حقوق أفراد المجتمع وبثّ روح التعاون والخدمة المتبادلة بينهم، ﴿ان الله يأمر بالعدل والاحسان .. يعظكم لعلكم تذكرون) ، فالتقيّد بهذا الأمر الإلهي يعصم الإنسان عن التقصير في حقوق الناس، ويدفعه للعمل الدؤوب في خدمتهم، وأداء مسؤوليّته تجاههم ، ناهيك عما ورد فيه بضرورة الصدق والاخلاص في العمل ..

 وقد اصبح حُب المال الفاسد عبر فرض الهيمنة والخداع سِمة من سِمات امثال هؤلاء، بل وأفترشت سِماتهم هذه جغرافيا العراق حتى صارت اشبه بمفخخة بمباركة الفاعل الامريكي الذي يقف خلف الستار وأدوات الفاعل الفاسد والعميل والمأجور ومنهم للأسف حملة القلم الوسخ ، لكنني على يقين تام ان اهل جغرافيا العراق ليسوا ضعفاء لمواجهة التفخيخ بل اقوياء لكن قوتهم للأسف مشتتة، وكل ما عليهم تجميع وتفعيل هذه القوة لمواجهة الفاسدين المغرمين بتعالي الاصوات النشاز حيال قرب موعد اجراء الانتخابات التشرينية ..

قال الله تعالى بحق هؤلاء في سورة الكهف (ما لهم به من علم ولا لإبائهم ، كَبرت كلمة تخرج من افواههم ، ان يقولون إلا كذبا)  .. لقد كذبوا على العراق والعراقيين ، ولم يصدقوا بشيء فكل الأعوام تتجدد هذه اللعبة.. ونخشى من ان تتجدد تشرينيا بشكل اوسع وأكبر من ذي قبل!..  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك