قاسم الغراوي ||
كتب الاستاذ عبد الرحمن الشرقاوي رحمه الله نصآ مسرحيآ تمنى ان يرى النور في حياته عن الحسين ثائرا وشهيدا.
حاول الفنان كرم مطاوع ان يخرج النص في عام ١٩٧٥ الا ان الأزهر رفض بحجة انه لايمكن تجسيد ال بيت النبوة على المسرح.
في عام ٢٠٠٠ اعيدت المحاولة من قبل الفنان عبد الرحمن الشرقاوي لإحياء النص المسرحي بعد أن تأثر بالمقاربات لاحداث التاريخ الراهن في مصر مع محاولات الرئيس المصري انذاك حسني مبارك لتوريث الحكم لابنه جمال مما عزز في نفسه قناعة ان التاريخ يعيد نفسه بوجوه جديده فمن توريث معاويه لابنه يزيد الى كثير من الرؤساء الذين ورثوا أبناءهم السلطة من بعدهم كملك المغرب وملك الأردن وملك السعودية وكذلك الامارات وسوريا لذا عزم الاستاذ عبد الرحمن الشرقاوي لان يحصل على الموافقة من الأزهر الشريف.
الشرقاوي زار الأزهر وحاورهم عن قضية الحسين في مضمون النص المسرحي الا ان العلماء رغم قناعتهم بما اورده من معلومات في هذه القضية أبلغوه بضرورة اخذ موافقة مجمع البحوث المصرية.
بعد محاولات حثيثة ومتابعات واتصالات استطاع ان ينتظر شهرا لحضور موعدا لعلماء البحوث الشهري واعد العده لإعادة ترتيب معلوماته عن واقعة الطف وكل مايتعلق بها ومابين اخذ ورد معه وسؤال وجواب من قبل العلماء تم رفض النص من قبلهم بحجة ان النص اولا يحتوي على اساءة لبعض الصحابة وثانيا يحرض الجمهور ويقف ضد الحكام متخذين من قضية الحسين انموذجا وثالثا ان هذا النص ومايحتوية يشجع على المقاومة والجهاد بين فئتان من المسلمين.
البعض من العلماء وقف في صفه وايد النص للظهور والآخر كان معارضا حتى صار الجدل واضحا بين مؤيد ومعارض لكن الشرقاوي طرح سؤاله قبل ان يخرج :هل ان حكومتنا (حكومة حسني مبارك) فاسدة قاهرة ظالمة؟
صمت الجميع لهذا السؤال، وعلا صوت الحسين في تلك اللحظة رمزآ حاضرآ في كل الصراعات عبر الزمن بين الحق والباطل وبين العدالة والظلم ليكون الثائر الشهيد من أجل تلك القيم النبيلة المرتبطة الاسلام.