محمود الهاشمي ||
كالعادة اطالع الصحف العربية والعالمية قدر المستطاع ،واتوقف عند هذا الخبر او المقال او التقرير ،واليوم لفت نظري مقال يمثل رأي صحيفة الشرق اللبنانية (الحريرية التوجه)
حيث يجري مقارنة بين النظام السعودي والايراني تحت عنوان (بين النظام السعودي الناجح والنظام الإيراني الفاشل… أين يقف لبنان؟) وكنت اتصور ان كلمة (ناجح ) التي قرنها الكاتب (عوني الكعكي) ستكشف عن خفايا هذا (النجاح) الذي ربما غاب عنا من معامل ومصانع وورش ومشاريع كبرى في الزراعة ومصادر طاقة وتصدير الخ خاصة وانه بدأ المقال
(لا شك في أنّ المملكة العربية السعودية وبفضل نظامها الاقتصادي الحر، استطاعت أن تبني دولة عصرية تضاهي أهم بلاد العالم المتحضر، إن كان في أوروبا أو في أميركا أو خارجهما) لاحظ عبارة (تضاهي اوربا او اميركا )
وحين بدأ وصف النجاح السعودي كتب (حسب المعلومات فإنّ السعوديين يصرفون سنوياً 200 مليار دولار في الخارج… هذه النقطة بالذات جعلت ولي العهد يتخذ قرارات تاريخية بالنسبة للمملكة، إن كان من «هيئة الترفيه» التي استطاعت خلال فترة زمنية قصيرة من أن تفتح أهم المطاعم العالمية فروعاً في الرياض وفي جدة، الى المقاهي. وأهمّها ما كان موجوداً في لبنان كالـ»غراند كافيه» و»بيتي كافيه» وغيرهما في السوليدير… ) وكتب ايضا عن سر النجاح ( فإنّ القرارات التي اتخذها ولي العهد، جاءت استجابة لمطالب الشباب، إن كان بإطلاق الحريات العامة، الى السماح للمرأة بقيادة السيارات، الى الجلوس في المقاهي والمطاعم الى جانب الرجال، الى وجود عدد لا يستهان به من الفتيات العاملات في مجال تقديم الخدمات في الفنادق، والاستقبال والعمل في المطاعم والمقاهي) وأقول ماهذا التسطح في الرؤية ،واذا كان النجاح يقاس وفق هذه الاعتبارات فان لبنان سبقت الدول العربية بهذا (الانفتاح (وهي اليوم لم تجد ماتطعم به شعبها !!
وحين يذهب لوصف (الفشل الايراني ) يكتب (كانت هناك مصانع لسيارات بيجو ورينو، وكانت كل شركة منهما تنتج مليون سيارة… فأين أصبحت هذه المصانع؟ لا أحد يعلم.
وكان الجيش الايراني من أهم الجيوش في العالم وكان يعتبر الجيش الاول الذي يستطيع أن يواجه الاتحاد السوڤياتي، فأين هو اليوم أيضاً؟) حقا يبدو الكاتب في شبه غيبوبة وكأنه لايعلم بان شركة بيجو ورينو مازالت تنتج وان الشارع اللبناني مثل العشرات من شوارع العالم يشهد حركة العجلات الايرانية الصنع لشركة بيجو ورينو ناهيك عن الانواع الاخرى وان الانتاج تضاعف لمرات عما كإن عليه بالسابق !
اما بالنسبة للجيش الايراني فقد تضاعف مرات بالعدد والكفاءات وبات يحسب له الف حساب
في المنطقة والعالم ويكفي هذا النص الذي اوردته الصحافة الاميركية (تعتبر القوات المسلحة الإيرانية من الناحية العددية الأكبر والأقوى في الشرق الأوسط. يبلغ مجموع هذه القوات حوالي 610.000 فرد نشط (لا يشمل قوة إنفاذ القانون) بالإضافة إلى 1,050,000 فرد احتياطي مدرب يمكن حشدهم عند الحاجة،ويعتبر الجيش المتطور في التقنية والتسليح بما يمتلك من مصانع عسكرية وورش وصناعة الاعتدة والعجلات المتطورة والبوارج الحربية والطائرات والصواريخ المتطورة )
لا اعرف كيف يتلقى المواطن اللبناني مثل هذه الثقافة المسطحة التي لاتليق بلبنان وتاريخه الحضاري والفكري ،وكيف لاتحاسب الجهات المسؤولة عن هذا الهبوط ،فلو سألت الصهاينة عن (عدوتهم) ايران لما اوردوا هذه المقارنة الرخيصة!
ــــــــ
https://telegram.me/buratha