المقالات

قراءة في سطور..الإنسحاب الإمريكي من أفغانستان

1787 2021-08-20

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

⭕ واشنطن لم تنسحب من أفغانستان بطريقة دراماتكية كما تصور البعض . بل أنها أنشأة ( جلطة أقتصادية ) في كابول ، بإتفاقها مع حركة طالبان التي تسعي الآن جاهدة للحصول على أعتراف أممي بأنها من تمثل الشعب الأفغاني ، وكان الأنسحاب الإمريكي عبارة عن تسليم ( مشروط  ) للسلطة .

⭕ لم تتخلى طالبان عن فكرها التكفيري ، بل تحول الى تكتيك ستراتيجي تحاول به الوصول الى تفاهمات مع الجاريين الكبيرين ، الصين وأيران في مسعى ( دبلوماسي ) لمحو الآثار السلبية التي رافق أداها العسكري لسنوات خلت .

⭕ واشنطن تركت طريق الحريق بيد طالبان ، بعد أن وأدتهُ تماماً في العراق لتأسيس وتحفيز موانيء حيفا الصهيونية ، لألغاء ميناء الفاو الكبير والقناة الجافة .

 ⭕ طالبان هي من تتحكم بأتفاقيات الصين وايران المارة من خلال أراضيها ، لذلك أبدت الصين مرونه بتفاهمات صينية أفغانية في محاولة لأحتواء طالبان . من جانبها طهران قد تفاهمت مع الحركة الافغانية ، في مسعى لتهدأت الحدود الأيرانية الأفغانية كي لايكون هناك  مبرر لاشعال فتيل أزمة ، عملت عليها واشنطن لخنق الإقتصاد الأيراني تحت ضغط العقوبات الإقتصادية من جهة ، ومن جهة أخرى حماية الإقلية الشيعية في أفغنستان .

 ⭕ هناك ( أنقلاب ) خليجي في الرؤى السياسية أتجاه أيران ، بأعتبار أن أمريكا ستسحب تواجدها العسكري عاجلاً أو آجلا ، وستبقى أيران الجارة الكبرى التي تشترك مع دول الخليج بحدود بحرية كبيرة ، تدعم المصالح المشتركة  ، والأتفاق معها خيراً من العداء على مستوى المستقبل المنظور .

⭕ الولايات المتحدة لاتترك خلفها شيء من الممكن أن يعود بالنفع للشعب الأفغاني بحسب السياسية الأحتلالية التي بسببها غزت هذا البلاد الذي دام عشرين عاماً . وأن  الإنهيار الكبير للجيش الأفغاني الذي دُرب على مدى عشرين عاماً كان عبارة عن  كذبة كبرى .

⭕ على الحكومة العراقية قراءت الوضع الأفغاني  بدقة ، وعدم الإنجرار خلف التصريحات الأمريكية والوعود الزائفة بضرورة تدريب القوات العراقية ، التي لا توجد ضرورةملحة  لتدريب الجيش العراقي ، وليست بحاجة الى أستشارات عسكرية ، وقد ثبُت على مدى سنوات دعم واشنطن للمجموعات الإرهابية ، فضلاً عن أستهداف الحشد الشعبي والقطعات العسكرية العراقية .

⭕ الوثوق بواشنطن ضرب من الخيال سواء كان ذلك لأفغانستان ، أو للعراق ، أو لأي دولة في العالم وخصوصاً دول الخليج ، لأن السلوك الإمريكي ماهو ألا عمل دؤوب من أجل حماية المصالح الصهيونية وأمنها القومي .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك