المقالات

البيت والاسرة (3) تقوية محبة امیر المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)


 

د.مسعود ناجي إدريس ||

 

اثبتت التجارب أن من نشأ على الدين والشعائر الدينية ومحبة اهل البيت (ع) في العادة سيصبحون اكثر كمالا  وانضباطا ، وسيراعون حقوقهم في ارتباطهم بالآخرين ، ويتجنبون الظلم.

نظرًا لاهتمامهم بأكثر البشر كمالًا ، وجعل أهل البيت(ع) قدوة لهم في الحياة فإنهم يتقدمون نحو الكمال شائوا ام ابوا . فيما يتعلق بالدور البناء والخير لمحبة أهل البيت (ع) في الإنسان ، نقرأ ما يلي في زيارة الجامعة الكبيرة: 《بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللهُ مَعالِمَ دِينِنا، وَاَصْلَحَ ماكانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ》

▪︎اعطاء الهدايا للأزواج

إن احترام شخصية الناس يخلق المحبة والعاطفة فيهم. إن إعطاء الهدية هو نوع من الاحترام للطرف الآخر والشخص الذي يتلقى الهدية قسريًا وبطبيعته التي وهبها الله ، يضع حب وعاطفة المانح في قلبه. وهذه النقطة لها أهمية خاصة في العلاقات الزوجية ، وهي عامل مهم في خلق المودة والتقارب مع الرجل والمرأة ، لدرجة أن أجر إعطاء الرجل لزوجته هو مثل القيام بعمل الخير للمحتاج. يقول نبي الإسلام العظيم (ص) في هذا الصدد: 《ممن دخل الشوق فاشترى تحفة فحملها الى عياله كان كحامل صدقة الى قوم محاویج ... » ( امالي صدوق ، ص ٦٧٢ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ٥١٤ . )

الهدية تملأ القلوب بالصفاء والألفة وتزيل غبار العكارة عن القلوب. خاصة أن تقديم الهدية في المناسبات الخاصة التي تختلط فيها الذكريات السعيدة لذلك اليوم بفرح العطاء يضاعف تأثيرها المحبة وتبقى ذكرى جميلة.

لهذا السبب تلقينا تعليمات خاصة من أولياء الله فيما يتعلق بالرفاهية والراحة والتنمية الاقتصادية للأسرة في أيام الفرح والعيد. يقول الإمام الصادق (ع) وهو يحصي واجبات الرجل تجاه زوجته في البيت:

《 ولا تكون فاكهة عامة الا اطعم عياله منها ولا يدع أن يكون للعيد عندهم فضل في الطعام وان يسني لهم في ذلك شيء ما لم يسن لهم في سائر الأيام 》( جامع المدارك ، ج ٤ ، ص ٤٨٥ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ٥١٣ . )

علاقة الآباء بالأبناء

▪︎ العائلة وتربية الأبناء

▪︎ مركز الصفاء و الفضيلة

البيت من وجهة النظر الإسلامية هو المركز الأول والأهم في التربية الأخلاقية للأبناء ، ويمكن للأفراد ان يتعلموا دروس الفضيلة والود والأخلاق الجيدة والالتزام ، أو دروس الكراهية والخيانة والديون  والرياء منه.

على الرغم من أن الشخص يتأثر في أسلوب حياته بمجتمع المدرسة وزملاء اللعب إلا أن تأثير الأسرة فيه يكون أكبر وأكثر حساسية. إن مسؤولية الأسرة في تربية طفلها مهمة للغاية لدرجة أن القرآن الكريم ذكر هذه القضية المهمة والدعاء من أجل تحقيقها من بين خصائص المؤمنين الحقيقيين:  <وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً > ( الفرقان / ٧٤.)

الواضح أن الآية لا تعني أن (المؤمنين) يجلسون في زاوية ويقومون بالدعاء؟ بل إن التواصل مع الله هو سبب حماسهم الداخلي لتربية الأبناء وسر جهودهم.

أمثال هؤلاء يسعون بكل جهودهم الى النماء الفكري والديني والأخلاقي لأبنائهم وأزواجهم وتعريفهم بأساليب الحق ومصادر النعمة والفضيلة ، ويطلبون من الله أن يشملهم بنعمته . وفي آية أخرى يحذر القرآن الكريم المؤمنين: <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ> (التحریم / ٦ )

عن أبي بصير في قول الله عز وجل: 《(قوا أنفسكم وأهليكم نارا) قلت: كيف أقيهم؟ قال: تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهاهم الله فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك.》( تفسیر نورالثقلین ، ج ٥ ، ص ۳۷۱ . )

وفي حديث آخر نصح خاتم الرسل (ص) المسلمين:《 كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ...》 ، ( مجموعه ورام ، ورام ابن ابي فراس، ج اول ، ص ٦ . )

بأمر الإمام علي (ع) ، فإن أفضل ميراث يمكن للآباء أن يتركوه لأبنائهم هو الأدب والتربية الصحيحة. قال الإمام:« خیر ما ورث الاباء الابناء الادب》

وأيضًا قال (ع) : 《علموا انفسکم و اهلیکم الخير و ادبوهم » ( الدرالمنثور ، ج ٦ ، ص ٢٤٤ )

يستعين الإمام زين العابدين (ع) بالله سبحانه وتعالى في القيام بهذه المسؤولية الحساسة والحاسمة ، وقد طلب منه هذا الطلب:《 واعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم 》، ( الصحيفة السجادیة ، دعاء ٢٥ . )

▪︎الصلاح ، الكفاءة والتفاهم

يلعب الآباء دورًا مهمًا في تربية أولادهم ، و يمكنهم أن يكونوا قدوة بناء ومناسبًا لأبنائهم الذين يتمتعون بالصلاح والكفاءة لهذه المسؤولية.

قال الإمام الباقر (ع): « يحفظ الاطفال بصلاح آبائهم » ( بحارالانوار ، ج ١٥ ، ص ۱۷۸ .)

قال الإمام الصادق (ع) :《 ان الله ليفلح بفلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده》

لذا فإن الخطوة الأولى في التعليم هي التربية الداخلية للوالدين. الإنسان الذي لا يتزين بالفضائل الأخلاقية ولم تتطور شخصيته وحالاته السلوكية ، لا يستطيع أن يقود الآخرين إلى الطهارة والخير.

ولهذا يحرم على المسلمون في الروايات من الزواج من امرأة لا تتسم بالفضيلة والتربية. ويؤكد أتباع الإسلام على: إيجاد مكان مناسب لنطفتك. لأن بعض سمات الناس تنتقل عن طريق الوراثة. ونشير إلى أمثلة من الآيات والروايات في هذا الصدد: فالقرآن الكريم يقول:< وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا>( الأعراف / ٥٨ . )

ذات يوم ، قام الرسول الكريم (ص) وخاطب الناس:

《 ایها الناس ایاکم وخضراء الدمن قيل يا رسول الله وما خضراء الدمن . قال : المرأة الحسناء في منبت السوء » ( الکافي ، ج ٥ ، ص ۳۳۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۷ ، ص ۲۹.)

قال الإمام الصادق (ع) : روي عن الرسول الكريم (ص) انه قال: 《وایاکم وتزوج الحمقاء فان صحبتها بلاء وولدها ضياع》 ، ( وسائل الشیعة ، ج ٤ ، ص ٥٦ . )

مما لا شك فيه أن مراعاة مبدأ الكرامة والمساواة بين الرجل والمرأة في الزواج بشتى الطرق يزيد من قوة الأسرة ويوفر بيئة مواتية لتنمية الناس الفاضلين والناجحين والفاعلين الذين لديهم عزة نفس .

لتربية الأبناء هناك مبادئ يمكن اتباعها بشكل أسرع وأفضل لتحقيق الأهداف المرجوة لذلك من خلال إدراك هذه المشكلات يمكن للوالدين حل المشكلات الحالية بسهولة. ولكن إذا لم يتخذوا هذه الخطوة فلن يكون من الممكن تحقيق الأهداف فحسب بل ستزداد الاضطرابات السلوكية لدى الأبناء وستُلحق أضرارًا لا يمكن إصلاحها بهم.

يتحمل الآباء مسؤولية تجاه أبنائهم ، ولذلك يجب عليهم محاولة استخدام افضل طريقة مناسبة لتربية أطفالهم ، والتي تكون أكثر فائدة في ولادة فرد يتمتع بصحة نفسية جيدة وكفاءة في المجتمع. يجب أن يكون لدى الآباء التفاهم والاتفاق في اختيار أفضل تعليم ويحتاجون إلى احترام معتقداتهم وآرائهم ، وتجنب الأنانية والعناد ، والتفكير أكثر في مستقبل أبنائهم ويقدرون حجم المسؤولية التي يتحملونها لتربيتهم. لأن الخلافات والمشاجرات غير الضرورية تجعل الأبناء غاضبين وتحرمهم من الشعور بالأمان. لكن إذا شعر الأبناء أن الوالدين في وئام مع بعضهما البعض ، فسيصلون إلى شاطئ السلام....

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك