حافظ آل بشارة ||
هل حقا ان الانتخابات المقبلة مصيرية وفاصلة وذات اهمية خاصة في حياة الشعب ، ابدا لا فاصلة ولا ذات اهمية ، هذه قراءة اولية لعناصر عديدة لها علاقة بالانتخابات لم تتغير منذ سقوط نظام صدام الى الآن ، قد يحدث تغيير في خارطة القوى التي تحكم وهي قوى متشابهة الشعارات والاهداف وليس تغييرا في وضع الشعب ومطالبه :
1- هدف الانتخابات بناء برلمان يشرع القوانين ويراقب اداء الحكومة ، بطريقة لا تضر اميركا ومصالحها ومخططها في العراق ، وتحافظ على مشاكل العراق بلا حل ، وهذا ما كان يجري طوال السنوات الماضية.
2- الحكومة المنبثقة عن البرلمان تضع برنامجا وتنفذه بطريقة لا تضر اميركا ومصالحها ومخططها في العراق ، وتحافظ على مشاكل العراق بلا حل ، وهذا ما يجري طوال السنوات الماضية.
3- القوى السياسية التي تنتج البرلمان والحكومة قوى شبه ثابتة منذ 2006 وحتى الآن بضوء اخضر امريكي ، لم يتغير شيء.
4- القوى التي واجهت داعش واسقطت المشروع الامريكي اصبحت مستهدفة سياسيا لكنها لم تقدم رؤية خاصة لعمل الحكومة والبرلمان بشكل يقلق اميركا ، لذلك فمن المرجح ان تستمر في العمل التقليدي.
5- لا يوجد تيار سياسي قوي منبثق من تظاهرات تشرين ليشكل منافسا للقوى التقليدية ، وان ظهر فلن يأتي بستراتيجية تخالف ستراتيجية الآخرين او تخالف ستراتيجية اميركا.
6- اغلب القوى السياسية لا تنوي المساس بثوابت اميركا في العراق ، اما انسحاب القوات الامريكية المتوقع فهو قرار بايدن الذي جاء متوافقا مع المطالب العراقية ، في وقت ترى اميركا ان السلطات الثلاث في العراق مؤيدة لها واغلب الساسة واحزابهم متوافقون معها لذا فهي لم تعد بحاجة الى ابقاء قواتها في العراق.
لهذه الاسباب لن تكون الانتخابات المقبلة مختلفة عما سبقها بالنسبة لأميركا ، ولكنها ستشهد صراعا بين الاطراف المختلفة التي تتنازع اغلبها لأجل المناصب والاموال ، وليس لأجل مواجهة الاحتلال ، عدا ثلة قليلة ممن لديهم برنامج وطني حقيقي على رأس مطالبه اخراج الاحتلال وكانت تلك الثلة حاضرة في الدورات السابقة لكنها لم تفعل شيئا.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha