حافظ آل بشارة ||
معلومات من مصادر وثيقة قالت قبل مدة ان الطارمية تحولت الى مقر لقيادة عصابات داعش ، وفيها يتم التخطيط للجرائم ، وفيها يتجمع الارهابيون ومنها ينطلقون الى مناطق عديدة ، ومن يستقر من الارهابيين في الطارمية يستطيع عبر شبكة الطرق المعقدة ان يتواصل مع مواضعهم في حمرين واطراف كركوك وصلاح الدين والانبار اضافة الى عمق العاصمة بغداد .
بين فترة واخرى تهاجم عصابات داعش مواقع الحشد الشعبي والجيش في محيط الطارمية وتوقع شهداء وجرحى ، وتنسحب الى العمق الآمن وسط غابة كثيفة من البساتين وشبكة الانهار الصغيرة ، وجود مقر قيادة داعش الجديد في حزام بغداد كارثة امنية واهانة للسلطات الأمنية ، كثير من الخبراء الامنيين اكدوا ان الحل الوحيد لمشكلة الطارمية هو استخدام ستراتيجية جرف النصر ، الا ان الواضح في هذا الملف وجود ابعاد سياسية تقيد خيارات السلطات الأمنية ، فهناك ساسة ممن عرفوا بدعم داعش سابقا وخدمته اعلاميا بدأوا اليوم يمارسون الدور نفسه مع خلايا الطارمية ، وعلى اعتاب الانتخابات يزداد هذا الدور قوة وخطورة ، لذا يجب كشف الاوراق وفضح اؤلئك الذين يدعمون الارهاب وتحميلهم مسؤولية الدماء التي تراق .
اصبح من السهل التعرف على تجار الارهاب وحماته من الساسة داخل النظام وخارجه ، فهم يروجون كذبا وزورا عبر الاعلام رفضهم الاعتداء على الطارمية او تجريف بساتينها او تغيير ديموغرافية المنطقة ، وهم يعرفون ان هذه الاقوال والاكاذيب نفسها كانوا يرددونها كلما تصدت القوات الأمنية لعصابات داعش في كل منطقة توغلوا فيها ، كان الساسة الخونة يمثلون جناحا اعلاميا لهم ويخدعون الرأي العام بهذه المقولات الباطلة لكي يبقى داعش في تلك المناطق ويزحف الى كل منطقة يريدها .
ولأن وجود الحشد الشعبي ضمانة لحماية كل المناطق المحررة من عودة داعش فقد دأبت مواقعهم على تبني دعوة اخراج الحشد الشعبي من مناطق شمال بغداد ، لكي يعيدوا تكوين بيئة اجتماعية لعمل داعش واستيطانه واتخاذ حواضن ، اهالي الطارمية المساكين لا يستطيعون قول كلمة واحدة رفضا لداعش لانهم يخافون الانتقام ، ولا يوجد من يحميهم ، وهم يعرفون اي شر حل في بساتينهم ، حماية اهل الطارمية من الانتقام اوجب من حماية بغداد نفسها .