كندي الزهيري ||
إلى يومنا هذا؛ القرار العراقي بين مزاج ومصالح الذاتية والحزبية من جهة ومن وجهة بين الحكومة والسفارة الأمريكية والبريطانية .
بعد تحذيرات وتنبيهات السفير البريطاني حول ما ستؤول إليه الأمور السياسية والأمنية في العراق، التي حذر فيها من وقوع كوارث أمنية وكذلك سيرفع الصوت حول تأجيل الانتخابات ،مع غياب تام لوزارة الخارجية حول تلك التصريحات!.
اليوم وكالعادة خرج السفير الأميركي ، بجملة تصريحات بشأن سياسة اميركا في العراق، حيث اكد ان بلاده تسعى لتأمين "الطاقة دون اعتماد العراق على جيرانه"، وهو ما يتناغم ومحاولات الإرهاب لقطع خطوط نقل الطاقة المستوردة من دول الجوار الى العراق وخاصة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا يؤكد بالدليل القاطع بأن ملف الطاقة يدار بيد أمريكية حاله حال باقي الملفات في الحكومة العراقية ، في وقت ذاته روج فيه الى إمكانية تأجيل الانتخابات يؤكد بذلك تصريحات نظيرة البريطاني ، مع صمت حكومي كالمعتاد؟ ، وبكل أريحية يؤكد بقاء القوات الأميركية داخل العراق.
وقال تولر في تصريحات عن عدة ملفات، وأبرزها الانتخابات ”، ان “المشاركة بالعملية الانتخابية أفضل من المقاطعة !وفي نفس الوقت يصرح بإمكانية التأجيل الانتخابات، والعراق قد يتجه نحو مسار مقلق في حال إلغاء الانتخابات”.
و ان “اميركا مستعدة لقيادة تحالف دولي لمساعدة القوات العراقية التي باتت قادرة على وقف الأعمال العدائية ضد المنشآت ،مع العلم بأن من مصلحة أمريكا ان تضرب المنشآت لحسابات أمريكية ستراتيجية ، معلن بأن كلمة انسحاب لم ولن تكون موجودة، لكون الحكومة العراقية هي من طلبت بقاء القوات الأميركية”! ، هذا يؤكد اجتماع الأردن ،وان التفاوض مع الأمريكان ليس من أجل إخراج قواتهم، انما من أجل إعادة انتشار تلك القوات ، وهذا يؤكد ان صانع القرار العراقي ما هو إلا حرباء متلونه مخادعة، تهتف وتصرح بشيء امام العلن وفي الخفاء شيئا اخر.
وللعلم بأن الحكومة العراقية الحالية، غير مخولة للتفاوض مع الأمريكان،( لكون دورها ليس سوى إجراء الانتخابات في موعدها المحدد ) ، وهذا ما اتفق عليه ورؤساء الكتل السياسية الذين أصابهم الخرس اتجاه تصرفات هذه الحكومة ، ولا شك بانهم سيخرجون بعد فتره معلنين بأن سكوتنا من أجل الحفاظ على العملية " السياسية " ، إن صح التعبير يمكن أن تشبه العملية السياسية في العراق بأنها " عملية ساعي البريد لا غير".
أن تصريحات السفراء، وتدخلهم في القرار العراقي والسكوت عنهم يجعل الدائرة السياسية في العراق " دائرة مشوهة ومريبة ".
وآن تصريحات(تولر) تؤكد بأن محاولات العناصر الاجرامية لقطع خطوط نقل الطاقة المستوردة، تتناغم بشكل واضح مع الإرادة الأميركية، بالإضافة الى الإشارة الواضحة لاستمرار التواجد الأميركي داخل العراق بطلب رسمي ، هكذا يعري السفير الأمريكي المفاوض العراقي امام الرأي العام، وعدم الرد الجدي والفعلي للحكومة و المفاوض العراقي!، يؤكد صحة ادعاء السفير الأمريكي وهذا بحد ذاته خيانة عظمى لدماء الشهداء وللأجيال القادمة التي يستشير بأصبع الاتهام نحوا الزعامات السياسية الحالية ولا عذر الاحد فالتاريخ يكتب ويوثق المواقف .