المقالات

زينب الحوراء شموخ وإباء

1422 2021-08-22

  د.عطور الموسوي ||   ظهيرة يوم العاشر من المحرم استشهد الحسين عليه السلام آخر من بقي من الركب المقدس وهو قد شهد مصارع أخوته وبنيه وابناء اعمامه وأنصاره مجزرين كالأضاحي، جاد بنفسه وقد قدم القرابين سخية لنصرة دين الله وإعلاء كلمته لتتحول بوصلة الزمان من تدهور وانحدار وبعد عن الاسلام الى شعاع هداية يسير بالمسار الصحيح. للحظة استشهاده عليه السلام كان حاملا لتلك الشعلة التي أحال شعاعها ظلمة الجاهلية الى نور هداية سار عليه انصاره، وفي لحظة عروج روحه الطاهرة الى بارئها تسلمت الشعلة اخته العقيلة زينب بكل صبر وثبات، قلبها نازف وعيناها تذرفان دما على ما صار اليه أخوتها وبنيها والانصار، الا أنها تحدت كل الصعاب وواصلت نهضة أخيها الحسين عليه السلام وكأنه ما زال بين ظهرانيهم، أدارت ملفا شائكا من كل جوانبه بحكمة بالغة نمّت عن شخصية قيادية قد هيأت نفسها لهذه المهمة. ففي الوقت الذي عمل اللئام على أن يظهروا أقبح ما عندهم من دناءة ووضاعة جسدوها بحرق الخيام وتسليب النساء حلّيهن وترويع الأطفال، ظلت بنات الرسالة شامخات مهما أراد الادعياء إذلالهن، وزينب قد أذهلتهم بحنكتها وإبائها. جمعت العيال والاطفال في مساء عاشوراء واعلمتهم بما يتوقع أن يمروا به، نعم عرفت مآرب القوم في الامعان بالأذى عندما رأت نياق الركب الهزيلة دون هودج او وطاء وهم يتربصون بهن أن يركبوهن عليها، رفضت زينب بحزم وخاطبت ابن سعد: سود الله وجهك أتأمر القوم أن يركبونا ونحن بنات الرسالة؟! قل لهم أن يتنحوا عنا ونحن نركب بعضنا بعضا، بعثت له إشعارا صارما بأن لا سلطة لكم علينا وإن جعلتمونا أسارى.  مجرد وجودها والعيال في ركب الحسيني وما فعل القوم بهن هي تعرية لآل أمية الذين ادعوا ان الحسين خرج على امير زمانه..ذلك ان فعال القوم دلت على بطل ما ادعوه، أي دين يسمح لهم بهكذا اذى لنساء واطفال وان كانوا على غير ملة الاسلام.. وسار ركب الاباء وتفنن عبيد الدنيا ان يجعلوه من أبعد الطرق الى الشام وأكثرها مرورا بالمدن والقرى ليقيموا في كل منها اعلان نصر مزعوم .. وزينب هي زينب التي تعض على جراحها ولم تمكنهم من ان يروا دمعة في عينيها كي لا يشمتوا فيها او يستضعفونها.. وبدأ مسير النهضة الحسينية يأخذ منحى اعلاميا بوجود سيدة العفاف قائدا لركب السبايا، جعلها تنتشر وتزيل غمامة الجهل عن أعين المضللين، عرفوا من خطابها ومن سلوكها من تكون هذه النساء والاطفال ومن هم الذين تجرأوا على ابن بنت نبيهم، حققت ما لم تحققه دولة بني أمية بكل جبروتها وعدتها وعددها بل نسفت ما خططوا له بصدق حديثها النابع من قلب مؤمن صابر على ما نزل بهم كونه في عين الله. وتستمر حكايات سيدة العفاف من يوم الطفوف حتى وصولهم مدينة جدهم ..  12 محرم 1443 22 آب 2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك