المقالات

حين يخون الشعب نفسه ..!

1308 2021-08-22

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

·        اصبع على الجرح  

                 

تبدوا الأمور في العراق محاطة بالضبابية والمجهول وكل ما ينبئ بما لا يتوقعه أحد من سوء او فشل أو انهيار.

 حكومة اللاحكومة شكلا ومضمونا وعمل وفساد ورئيس وزراء لا يشبه اي رئيس حكومة في العالم من حيث ما يعتريه من ضعف الشخصية وغياب الكارزما وفقدان الإرادة وغياب السطوة فضلا عن فقدانه القدررة على صياغة جملة مفيدة بكامل شرطها وشروطها من دون بلع الحروف وقتل الفاعل بجرم المفعول.

 برلمان اللابرلمان في مجلس نواب هزيل ضعيف فاسد حد النخاع باع اغلبهم دينهم بدنياهم وخانوا امانتهم وانزوا كالأمّعات كل قطيع يأتمر بأمر رئيس كتلته حيث يمشي وقت ما يشاء رئيس الكتلة ويبرك حيثما يشاء ان يبرك.

 رئاسات ليس ككل الرئاسات وكأنها مافيات مدججة بالحراسات والحمايات وكل رئيس يغني على ليلاه قصور واموال من السحت الحرام وحشم وخدم ولا يعلم ما خلف جدار القصر من فقر وعوز وذل ومرض وبؤس ومهانة يعتري ابناء الشعب البائس المظلوم المسكين المهان الذليل التائه في سراب الغد اللامعلوم بعراق ديمقراطية الزيف والكذب والخداع .

الإشكال الأكبر والمشكلة الأدهى ليس في خيانة الحكومة والرئاسات والبرلمان فهؤلاء مأمورين مأجورين مأسورين مأزومين كل مربوط بمن يأمره ومن جاء به ومن يضخ له هرمون الإستمرار من خلف الحدود وداخل البلاد.

 المشكلة الأكبر فينا نحن الشعب بكل ما فينا من اسماء ومسميات شيعة وسنة واكراد.

 شيعة لم يعودوا يشبهوا شيعة علي بن ابي طالب عليه السلام فالإمام علي هو الحق المطلق الذي لا يقارقه لكن أغلبهم ارتضوا بالباطل وخضعوا له وهتفوا بل وركعوا له.

يصرخون في كل عاشوراء بصيحة الحسين عليه السلام هيهات منا الذلة واغلبهم  يرتضون الذل ويعيشون أذلاء مرهونين كل منهم يعبد وثنا رئيس كتلة او حزب او تيار او حركة.

 يعطون اصواتهم للفاسدين والفاشلين واللصوص والعملاء ويخونون انفسهم ككل مرة وكأنهم ركنوا واسترخوا وتأقلموا على الذل والبؤس والفساد.

 تمزقوا واختلفوا وتخالفوا وتنابزوا وكره بعضهم بعضا وصار بعضهم كقطيع يمشي خلف راع مخبول ومأجور وتركوا كواكب حياتهم ومرجعيتهم وحكمائهم وحشدهم وما انعم الله عليهم في مدرسة ابي الأحرار التي لم يعد يعرف منها الكثير سوى اللطم والزنجيل والتطبير من دون فهم فحوى الثورة وجلالة الثائر وقداسة الطف.

  السنة واهل السنة وما فيهم من شيوخ ومشايخ ورجال لم يعد لهم حضور يليق بتأريخ عشائرهم فأنقسموا وتقاسموا وأرتهنوا بيد الفاسدين العملاء من رئيس او زعيم وتناسوا أيام الذل والأهانة والإستباحة على ايدي عصابات داعش واذناب القاعدة وعادوا من جديد ليسلموا امرهم الى أوثانهم من زنادقة السياسة وأرباب الطائفية والتطرف والنفاق ويهتفون ويهزجون لفاسد وأفسد وعميل وأنذل وكأن شيئا لم يكن والقادم أدهى وأمّر واخطر فلا امريكا المهزومة في افغانستان تنفع ولا اعراب ما خلف الحدود لهم غيرة على عراقي قط سني كان ام غير سنّي وكان للأيام من هو خير شاهد ودليل.

  الأكراد وما ادراك ما الأكراد. شعب مسكين مستكين مليء بالطيبة والبساطة لكنهم ارتهنوا الى حكم القبلية المقيت تحت سطوة البره زاني في اربيل وعائلة الطالباني في السليمانية وهم يعلمون ويدركون ان اللص الأكبر في اربيل يسرق اموال النفط والموارد الحدودية وكل شيء الى خزائنه وارصدة اولاده وهم يعيشون الفقر والعوز تحت حلم كاذب وكذبة كبرى يلعب على اوتارها البره زاني في دولة كردية مستقلة ولهم في اكراد سوريا خير درس وشاهد على ان هذا الحلم وهم وامريكا قرقوز من ورق ليس الا.

 أخيرا وليس آخرا أقول أن الشعب يخون الشعب وحين يخون الشعب نفسه فلا مجال للإصلاح الا حين نصحوا ونتوب ونعقل ونعود لنحب بعضنا ونسامح بعضنا ونتوحد من جديد وتكون هويتنا الأولى هي العراق ولاشيء غير العراق على امل ان يكون في ذلك فرصة للإنقاذ وإلا فلا . . . سبحانك ربي  لا إله الا انت . إني كنت من الظالمين.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك