قاسم الغراوي ||
أثبتت وقائع التاريخ عبر العصور أن الظلم مهما طال فالعدل خصمه ، وأن الفساد مهما تفشى فإن الإصلاح غريمه .
وللاصلاح ثمن يدفعه المصلحون وهم يقودون حركات التحرر باتجاه تحقيق القيم الإنسانية والعدل والمساواة لشعوبها .
أن حركة الإصلاح التي قادها الحسين بن علي من تلك الثورات التي اتسمت بالعالمية بفضل الاعلام ولا يمكن تحجيمها لكونها حملت مشعل الحرية والانعتاق من رق العبودية لتعري ظلم السلطة وفسادها وتضيء الدروب للثائرين وهم يستلهمون معاني الثورة حيث أصبح يوم كربلاء وثار الحسين صيحة الاستنفار في مناهضة الظلم .
ومما يؤكد أن الثورة إجتازت حدودها لتصل إلى العالم ما قاله المفكر الانكليزي (تويني )عنها :(أن ثورة الحسين كانت زلزالا مميتا على أصحاب الضمائر الميتة الذين تسلطوا على رقاب شعوبهم المقهورة ).
كان لاعلام الثورة الحسينية تأثيرات ونتائج عبر التاريخ على غالبية قادة الثورات في العالم واستلهموا
دروسهم وتآثروا بحركة الاصلاح وكان من نتائج ثورتهم الحرية والخلاص من العبودية والظلم .
في الوقت الذي كانت فيه السلطةالظالمة آنذاك تقود الاعلام لتشويه معالم الثورة الحسينية،
استطاعت السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب أن
تقود حركة الاعلام المناهض لثورة الحسين وأثبتت بحق أنها حملت رسالة الإصلاح بعد الثورة من خلال تغيير الرأي العام وتعبئته لصالح تلك الثورة .
فما كان وقوفها في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية إلا طودا شامخا رغم ما الم بها من حزن على فقد عائلتها أبت أن تستسلم وواصلت منهج الثورة الإعلامي ومما قالته في تحديها ليزيد :(فكيد كيدك واسعى سعيك ، وناصب جهودك ، فو الله لاتمحو ذكرنا ، ولاتميت وحينا ،ولاترحض عنك عارها ، وهل رايك الا فند وايامك الا عدد ، وجمعك الا بدد ،يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين . ) .
أن بلاغة زينب وشجاعتها الأدبية ليس من الأمور الخفية ، وقد اعترف بها كل من كتب في واقعة كربلاء ونوه بحالتها أكثر أرباب التاريخ .فهذا الموقف الذي وقفت به هذه السيدة الطاهرة مثلت الحق تمثيلا واضاءت إلى الحقيقة طلابها سبيلا . كلمات هزت عروش الظالمين ولا زال صداها إلى اليوم وهي تجسد الانتصار الحقيقي لمعاني الثورة من خلال قيادتها للإعلام فظلت خالدة في حديث التاريخ .
ومنذ وقوع تلك احداث الفاجعة تلقاها التاريخ في صفحاته وامست عنوانا لقادة العالم .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha