محمد العيسى ||
سعى تحالف الفتح منذ البداية على الاهتمام بالاتفاقيات الاقتصادية والخدمية التي تصب في مصلحة العراق ،وكان الدكتور عادل عبدالمهدي اول من أرسى قواعد هذا النهج والبرنامج الاستراتيجي الذي سيسهم بحل مشكلات العراق عبر سلسلة تفاهمات مع الصين وألمانيا ،وكان الأمر مهيئا تماما للتنفيذ إلا أن الذي حصل في تشرين من عام ٢٠٢٠حال دون الوصول إلى تلك البرامج والتفاهمات بسبب التظاهرات الصاخبة التي عمت المدن العراقية والتي كانت تحركها وتمولها امريكا وبعض دول الخليج .
أن النواشيط الذين كانوا يؤجحون الشارع العراقي ويعزفون على اوتار الفاقة والحرمان وضعف الخدمات كانوا يدركون تماما أن هذه الاحتجاجات لم تكن مطلبية بقدر ماكانت سياسية ،هدفها إسقاط حكومة عبدالمهدي التي استقلت بقرارها وذهبت للصين لعقد اتفاقيات اقتصادية استراتيجية كانت ستنقل العراق نقلة نوعية كبيرة وتجعله في مصاف الدول المتطورة وذات الدخل العالي ،وكانت ستحرر العراق من اعتماده على النفط كمورد أحادي للعراق ،عبر سلسلة اتفاقيات اقتصادية كبيرة وعبر ربط العراق بطريق الحرير الاستراتيجي.
أن كل ذلك كان مفهوما بالنسبة لمنفذي المشروع الأمريكي ،ولكن الغاية كانت أكبر من مصلحة الشعب العراقي وازدهار مستقبله .
فجأة انهار كل شيء ،اغلقت المدارس واهين المعلم ،اغلقت الدوائر واجبروا مدراءها على الاستقالة ،احترقت الشوارع بالاطارات ،،هوجمت مصافي النفط ،وتعطلت الحياة ،واصبح المواطن لايأمن على نفسه ،صلب الاطفال في الساحات العامة وحرقت مقار الأحزاب ،وصار محررو العراق من أبطال الحشد خونة وسراق وغير ذلك ..
هذه كلها كانت ارهاصات المرحلة السابقة عندما كان الدكتور عادل عبدالمهدي رئيسا للوزراء.
ترى ماالذي ارتكبه عبدالمهدي غير التفاهمات مع الصين لعقد اتفاقيات معها ؟
ومن أحرق الشارع في حينها عليه أن يتحمل مسؤولية الإخفاق في هذه التفاهمات امام الأجيال .
أسقطت حكومة عبدالمهدي من قبل الذين ينادون اليوم بالاتفاقية الصينية ،ولكن بعد أن حققت الإدارة الأمريكية هدفها بجعل العراق تحت هيمنتها وسطوتها وبارادة شعبية ،نعم بإرادة كل الذين خدعوا واسقطوا الحكومة السابقة أو الذين اججوا الشارع من النواشيط والعملاء .
سقطت حكومة عبدالمهدي ومازال تحالف الفتح مصرا على الاتفاقية مع الصين إدراكا منه بقيمة هذه الاتفاقية وأهميتها ،ولكن هذه المرة سنعيدها ونكررها .
هل تخدع الناس مرة أخرى ،؟
أن الشعوب التي تؤازر حكوماتها وكياناتها الوطنية هي التي ستنتصر في النهاية ،وان الشعوب التي تبيع أوطانها للمستعمرين والعملاء ستذهب إلى قاع الجحيم .
أن مااردتموه حققه لكم الفتح ،
وهو قد وضعه في سلم أولوياته ،عبر تفعيله التفاهمات حول الاتفاقية مع الصين والباقي انتم من سوف تقررونه
https://telegram.me/buratha