محمود الهاشمي
مع دنو موعد الانتخابات تكون صور المرشحين قد علقت عند هذا الشارع او ذاك ،وان كانت الاقل بالنسبة للانتخابات السابقة ،حيث من النادر ان نطالعها هذه الايام .
قد يكون وراء ضعف (الاعلان ) انهم فضلوا التسويق عن طريق منصات (السوشيال ميديا ) او انهم مترددين في ان تقام الانتخابات في موعدها .
المهم اننا ك(اعلاميين ) من واجبنا ان نتفحص الوجوه والاسماء ونقارن ونحلل ونتوقع .
هناك مشكلة لم يستطع قادة الكتل السياسية تجاوزها وهي (تكرار الاسماء ) ولسنا معترضين لو كانت هذه (الاسماء) قد نجحت في مهامها السابقة ،لكن وللاسف كانت جزء من فشل التحربة السياسية في بلدنا وأوصلتنا الى مانحن عليه الان .
قد يظن البعض ان قادة الكتل لم يتم ابلاغهم من المقربين والاصدقاء بضرورة عدم تكرار هذه الاسماء ،ولكن للاسف تم ابلاغهم وبالاسماء لكنهم كرروها واعادوها الان رغم حجم الملاحظات الكثيرة والتهم الموجهة لهم .
السؤال الذي يشغل الناس (لماذا تكرار ذات الاسماء ؟) الجواب على نوعين الاول ان الاحزاب تجتمع وترشح هذه الاسماء ،وهو جواب تقليدي والثاني ان هذه (الاسماء ) قد نجحت في ارضاء الحزب او الكتلة على حساب البلد ومصيره .
الشيء الاخر والذي لابد من التصريح به ان قادة الكتل يختارون من هم طوع امرتهم ،بمجرد الاتصال به يلبي الطلب دون اعتراض ،ويتحمل عتب او (…..) القائد موطيء الرأس فيما لو اختار غيرهم وان كانوا من الناجحين فلن يقبلوا هذه المواقف والاملاءات !!
لاحظنا ان بعض قادة الكتل قد رشحوا شخصيات ابعد ماتكون عن (الترشيح ) وكان عملهم داخل مكاتبهم اشبه ب(البواب) لانه يتقبل ال(عتب) و(….) والاملاء .
مثل هؤلاء في احايين كثيرة دخلوا قبة البرلمان وخرجوا دون ان نرى وجوههم لمرة واحدة ،لكنهم يحسنون انتظار رسالة رئيس الكتلة ليرفعوا ايديهم او يخفضوها طبقا للتعليمات !
في التاريخ ان والي خراسان في عهد عبد الملك بن مروان قد توفي فارسل الحجاج الى عبد الملك مقترحا بان يكون بديله احد كبار شخصيات تميم بالعراق واسمه (مجاعة التميمي)لضمان موقف قبيلته ،فرد عبد الملك الرسالة الى الحجاج (ويحك لاتحسن اختيار الولات ،،فمالنا ومال مجاعة اذا غضب غضبت معه تميم بسعتها ،بل جئني بمن هو اقل منزلة واضعف بيتا حتى اذا اخفناه خافَ وان امرناه اطاعنا). بهذه الطريقة تتم عملية الاختيار من قبل بعض قادة الاحزاب .
وفقا لذلك فان الوطن سيبقى غائبا ،وسوف لن نحصل على "التغيير "المنشود وان جميع التظاهرات والاحتجاجات والمطالب القيت اوراقها بالنهر .
المعلوم ان الاحزاب في البلدان المتقدمة تفكر كثيرا باختيار من يمثلها لسببين الاول الحفاظ على سمعة الحزب ،والثاني النجاح في تطبيق البرنامج المعد من قبل الحزب فالضعفاء سيبقون في دائرة التردد والخوف ودون اي مبادرة او رأي ،اما اذا شرعت الكتلة او الحزب بالفساد فان هؤلاء يحسنون تطبيقها .
ان هذه السطوة و(البيروقراطية) لدى قادة الكتل تمثل بداية انهيارات الاحزاب وزوالها ،لان الاضافات والدماء الجديدة تضيف طاقة وحيوية للحزب او الكتلة وتخفف الضغط على قادة الكتلة لانها اضافات نوعية ومهمة .
شهدت جلسات تضم قادة كتل مع بعض الاعضاء من الكتلة ،فرأيت العجب ان احدهم يجلس كما الطالب محمر الوجنات مترددا ينتظر ان يقدم اي خدمة ل(اميره )!
في مرة دعينا (كأعلاميبن) لزيارة احد قادة الكتل السياسية ،واقلتنا حافلة ،وخلال الطريق كان يقف احد نواب الكتلة عند بوابة الحافلة
ممسكا باحد القضبان مثل اي مساعد سائق
(سكن) وحين دخلنا ظل هو بالخارج ولم يشاركنا الجلسة وعاد معنا بذات الحافلة .
على اية حال الاحاديث طويلة ومملة ولكن هذا العام اضيفت اسماء فيها من الحيوية والخبرة الكثير ونتمنى ان يحظوا بالفوز ولكن ما اخشاه
ان يختبؤوا بين ادغال المجلس بعد ان تغريهم الامتيازات ويتلقوا دروسا من عناصر سابقة محترفة بالتحايل والفساد ،وعندها يخسرون تاريخهم وعناوينهم التي لايضاهيها مال ولا امتياز ،وهذا ماحدث مع بعض اخوتنا من الاعلاميين الناجحين الذين ضيعنا حتى اشكالهم بعد دخولهم القبة .
لانريد ان نبخس حق اخرين ربما ترشحوا عن مناطقهم سواء رشحتهم الاحزاب او كمستقلين فقد يكون فيهم ماينفع ولكن حين اكتشفت قبل ايام ان احد اصحاب المحال التجارية (في منطقتنا) قد رشح وهو اخر من يعلم معنى السياسة شعرت بالاحباط شيئا وتساءلت ؛-ماذا لو فاز ؟
الغريب ان بعض الكتل تستدعي وتستضيف
بعض النخب من ذوي الاختصاص والخبرة وتستمع الى ارائهم ولكن يتعاملون معهم على طريقة المثل القائل (شوروهم وخالفوهم)
لقد استطاعت الولايات المتحدة ان تصنع من بلدنا (دولة فاشلة ) وبدلا من ان تأتي بجيوشها لتحتل البلد وجدت لها جيوشا من اهل البلد لهم جرأة ان يحرقوا ويدمروا ويقتلوا فاغنتهم واكفتهم،وماحدث في الوسط والجنوب شاهدا على مانقول حين يدير المحافظة (حسوني الوسخ )!
ومافي بلدنا يشبه جدا دولا اخرى ،ولبنان شاهدا ،انك تملك جيشا ووزارات ومؤسسات وبنوك وارض وموانيء وموقع وكفاءات ولكنها (ميتة)،وتلك التي اسموها (الجيل الرابع للحرب)!