حسن كريم الراصد ||
الاحداث مترابطة وليست منفصلة .. فمنهج الغرب وامريكا بالتعامل مع الشرق الاوسط اختلف جذريا بعد هزيمة الولايات المتحدة في افغانستان والتي اضطرت الغرب الى الاقرار بالفشل والهزيمة .. واظن انهم باتوا يتخلون عن ادواتهم وبسرعة البرق . حيث انكشاف امر خلية مشرق عباس ومن ثم التخلي عن سرمد الطائي واخيرا ترك احمد البشير وتجاهله رغم ما يقدمه من خدمات لم تستطع فضائيات متكاملة من تقديمها .. كل ذلك اتى بعد المهزلة الكبيرة والفشل الذريع والهزيمة المدوية للجيش الامريكي والداعمين له والذين ضاقت بهم السبل ولم يستطيعوا حتى ترتيب انسحابهم واجلاء رعاياهم وعملاؤهم مما جعل المتتبعين للاحداث يعتقدون ان هنالك تغيير كبير في اليات الولايات المتحدة القائمة على خلق بؤر توتر لا تستفيد منها الا اسرائيل التي من اهدافها خلق فوضى ودمار وحروب اهلية وانكفاء اقتصادي في دول الشرق وهذا لم يأتي على امريكا الا بضعف في بنية الدولة نتيجة الاستنزاف الطويل لاقتصادها وهدر في ثرواتها وسقوط لقيمها التي كانت معلنة قبل ترامب .. والطرف الاخر المستفيد من مغامرات البيت الابيض الفاشلة هو السعودية ومحور المطبعين مع تل ابيب بعد ان حولوا امريكا الى شرطي تدفع له الاموال لتدمير الدول المخالفة لهم ايدلوجيا .. اذن امريكا تلقت صفعة قد تكون اشد من صفعة فيتنام بل اقسى ما تعرضت له الدولة المتعالية منذ اكتشاف قارتها بعد ان لقنتها طالبان درسا قاسيا تمكنت فيه من فرض ارادتها بعد عقدين من احتلال مباشر .. واليوم تجد امريكا ضغطا داخليا هائلا يهدد النسيج السياسي والعرقي المتهالك اصلا ويحفز عناصر التشظي الموعود بالظهور مجددا لتتم نبوءة كولن ولسن المتضمنة سقوط الحضارات عند حد بلوغها حد الكمال الذي يعقبه انهيار مفاجئ وكما حدث للاتحاد السوفيتي قبل عقود .. الامر الاخر هو صعود نجم القوى المضادة لها كالصين التي حققت لها طالبان نصرا لم تكن تتوقعه وايران التي ارادت امريكا اشعال فتيل الفوضى في شرقها فظهر لها ان طالبان ارتمت بحضن أقاني منذ زمن بعيد وان تقارير السي اي ايه من الحماقة انها تصورت ان تكون طالبان شوكة في خاصرة طهران لتكتشف هزالة اجهزتها التي بدت انها غير مواكبة للتطور الهائل الحاصل في علم الاستخبارات في بلدان كانت تعدها من عالم ثالث .. بالنتيجة رمت امريكا بعملاءها المتشبثين باطار طائراتها في مشهد مخز وسترمي عملاؤها في العراق في حركة استباقية وقبل وصول اوان التشبث بالاطارات وقد نرى الكثير من الاستغناءات عن خدمات ممن شرتهم ودربتهم بعد ان اثبت الواقع ان هؤلاء لا يقاتلون من اجلها بل سيهربون عند اول بارقة لانسحابها ..