حسن كريم الراصد ||
لا جدال في ان العراقي لم يكن مهتما بتفاصيل قمة اليوم التي جمعت متناقضات غريبة .. بعضها اتى اليوم فاتحا جيبه عسى ان يملأه من ثروات سائبة ليس عليها رقيب وهذا ما ينطبق على الاردن ومصر واللذان مازالا يأملان من الكاظمي تنفيذ خطة ترامب القائمة على حلب العراق لانعاش دول التطبيع .. وبعض اخر جاء لتلميع صورة الكاظمي واعطاءه زخما بروتوكوليا ودفعا اعلاميا وهو يمني النفس ببقاء الكاظمي دورة وزارية اخرى ليتمم ما عمله ولضمان البقاء في فلك دول التطبيع وللابقاء على هذا البون بين ايران والعراق وهذا باختصار ما جاءت من اجله دول الخليج .. اما فرنسا فهي المكلفة بدور الوصية على المنطقة من البيت الابيض وهي قطب الرحى الذي جاء لاجل عيونه المؤتمرون الا ايران التي جاءت تحمل رسالة واضحة وصريحة بدا بارسال اول فقراتها وزير خارجيتها عند مدخل المطار واكمل خاتمتها في قاعة المؤتمر وهي كانت موجهة للغرب وللخليج وللعالم مفادها : اننا ثابتون على دعمنا للعراق وذكٓر بان ايران هي اول دولة اعترفت بعراق ما بعد الدكتاتورية وانها حليفته المخلصة بمواجهة الارهاب في وقت كان فيه بعض الحاضرين يرسل اليه المفخخين تقتل ابناءه في الشوارع والاسواق . وبقيت تركيا فهي اتت لكيلا يخلوا مجلسا منها فتذكر بسوء .. اما العراق ممثلا بحكومته فقد بدى على الكاظمي كمية النشوة والجذل وعدم المبالات بالمقررات فهو يرى ان انعقاد المؤتمر ببغداد يمثل نصرا ومكسبا عظيما وكأن بغداد عاصمة لبلد من مجاهيل افريقيا او دولة احراش خلف غابات الامازون بل ان كل تاريخها اتى من الكويت محملا على ظهور قوافل الجمال التي كانت تبحث عن الكلأ قرب حاضرة الدنيا بغداد .. ورغم ذلك فكان المواطن العراقي ينتظر عسى ان يكون في ( بارح ) مطر !! وان تنزل قطرة غيث تنعش النفوس العطشى للمنجزات على الارض حتى وان اتت من نفوس شح الخير فيها . لكن الذي حدث ان الشعب سمع الخطب واخذ قيلولته المقدسة ثم استيقظ عصرا ليجد انالامر بقى على ماهو عليه . فلا فرنسا ستزودنا بمولدات كهربائية عملاقة تمنحه نسمة باردة في صيفه القائض . ولا الاردن وعد بتأديب شرطة المنافذ والمطارات بأن يكفوا عن طرح الاسئلة الطائفية للقادمين لعمان . ولا الامارات ستنزل الطائرات القادمة من بغداد في مدرجات الدرجة الاولى ولا السعودية وقطر سينفذون خط الربط الكهربائي مع بغداد .. ولا وعود بأن تطرد فرنسا من مساجد باريس ا الافاكين من الوهابية والتي اضحت اكبر حاضنة لهم في العالم ولا الرياض ستصدر فتوى بحرمة الدم الشيعي ولا الزام لطحنون بوقف ضخ الاموال لابناء الجائحة وعدم استقبال الشخصيات الشيعية ذات العقائد الفاسدة .. كل ذلك لم يحدث وليس في حسابات الكاظمي وطاقمه بل ان ذلك لم يكن مهما لوزير خارجيته الذي لم يفوت قيلولته فغفى في قاعة المؤتمر وبحضرة الوفود وامام الكاميرات .. اخيرا ان نجاح القمم بمقرراتها وبالمكتسبات التي يحققها الداعي والمنظم لها خاصة لبلد مثخن بالجراح مثل العراق وشعبه المتلهف لخدمات تعيده للدخول في تغطية الحضارة وان لم يتحقق ذلك فالاولى منح الثلاثة مليارات نفقات القمة لاصحاب المولدات الاهلية لاعفاء الطبقات المحرومة من اشتراك شهر وكان ذلك اجدى نفعا واكبر وقعا في نفوس العراقيين من قمة لا قيمة لها ..