السيد محمد الطالقاني ||
ألا وإنّ الدعي بن الدعي قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.
بهذه الكلمات حدد الامام الحسين عليه السلام الموقف الشرعي في الاصلاح السياسي ومواجة الظلم والفساد, بان يؤثر القتال ومواجهة الظالمين والشهادة في سبيل الله تعالى على أن يقبل بالذلة والسلامة تحت ظل اللئام.
لقد اعطى سيد الشهداء عليه السلام درسا للاجيال عندما قال بأنّ الإنسان إذا وقف أمام خيارين: خيار العار والمذلّة والمهانة والضعة والفرار والاستسلام، وخيار الموت عزيزاً، فإنّه يفضّل خيار العزّة والكرامة على أن يعيش حياةً مهينة ومذلّة تعيبه وتنقص من قدره وشأنه.
وقد بذلت المرجعية الدينية السائرة على درب النهج الحسيني والفكر الزينبي المزيد من التضحيات لأجل إيقاظ الأمة من الخدر الروحي ، والجمود الفكري، والتحجر الديني و تصحيح فهم الأمة عن الدين والإسلام ، وبأنه منهج للتفكير ، وكيان سياسي للأمة ، وثورة لقلب الواقع الفاسد إلى واقع سليم وذلك بالاطاحة بطاغوت البعث الكافر الجاثم على صدر الأمة, وكان ثمن هذا التغيير أن سالت دماء من خيرة علماء ووجهاء وقادة العراق وجمع كبير من المثقفين وأصحاب الفكر من مدنيين وعسكريين وطلاب الجامعات كل ذلك كان بعين الله .
واليوم نرى تسلق البعض الى السلطة الحاكمة ممن كان يرقص على جراح اولئك الشهداء, فيعبث في امر هذه الامة بعد ان سقطت قطرة الحياء من جبينه واصبح كل همه دنيا هرون, فاشاع الفساد المالي والفساد الاداري وامتد الامر به الى الفساد الاخلاقي.
واليوم يباع العراق على طاولة المؤتمرات ذات العناوين البراقة, فعندما يعقد مؤتمر تحت ظل السيادة العراقية, ولكن برعاية فرنسية وبجهود امريكية وسعودية وقطرية لرفع التوتر في المنطقة ومكافحة الارهاب,امريثير الاستغراب!!!
فامريكا التي تعتبر راعية الارهاب في العالم, وهي التي مهدت للدواعش بالدخول الى العراق وسوريا واغراق المنطقة في بحور من الدماء .
وفرنسا التي انحدرمنها قادة الدواعش وبجوازات رسمية ودخلوا العراق عن طريق تركيا, اليوم تتباكى على العراق.
والسعودية التي ارسلت عملائها الذين امتلات بهم سجون العراق واعترفوا بمسؤوليتهم عن معظم التفجيرات الانتحارية في العراق, كما ان الاستخبارات السعودية لها دور وراء تخريب أبراج الكهرباء في العراق من اجل إثارة الفوضى وتدوير الدواعش في البلاد, تريد اليوم ان تكافح الارهاب في العراق.
وحكومة قطر التي كانت أغلب مواقفها وأفعالها لا تصب في صالح الوضع العراقي، فقد وقف الاعلام القطري موقفاً سلبياً من الشعب العراقي وروّج للكثير من الفتن المذهبية والطائفية والعنصرية والأخبار الكاذبة والمضللة التي زادت من حالة الشرخ بين مكونات الشعب العراقي نتيجة الضخ «الطائفي» الذي كانت تضخه قناة الجزيرة الفضائية القطرية على وجه التحديد نحو الشعب العراقي.
ان مؤتمر بغداد مؤتمر امريكي الهوى هدفه التمهيد لابقاء حكومة الفساد والفاسدين ومن ثم التمهيد للتطبيع الاسرائيلي.
اننا رجال الحوزة العلمية نقولها بصراحة لكل السياسين باننا لن نبيع العراق, ولن نساوم على شبر منه, ولن نقايض على اخراج المتامرين والغزاة, ولن نستعبد من اية دولة كانت ولن نخضع لاي ارادة خارجية, وسنواجه كل محاولات التسقيط والغدر , وسيكون النصر حليفنا باذن الله تعالى طالما قائدنا السيتاني ونهجنا نهج اهل البيت عليهم السلام .
فلاتركبوا الموجة ياعباد الكراسي في نهاية المطاف وتدعون انكم من قاد السفينة, لا والله لن يكون لكم ذلك فالذي تركنا ونحن في الشدة لايمكن ان يسبقنا ونحن في النصر والغلبة .