كثرت في الآونة الأخيرة حرق بساتين النخيل في مدن محافظة ذي قار التي كانت تشكل أحزمة خضراء من العواصف الغبارية وموجات الحر اللاهبة.
ان فوضى التوسع العمراني اخذ يهدد جمالية وبيئة وما يرافقها من مخاطر كبيرة في الجانب الاقتصادي. حيث أخذت تزحف على بساتين النخيل وتعرضها الى التجريف والحرائق المفتعلة ..واصبحت تلك البساتين ضحية لتلك الفوضى التي لم يكن لها رادع او جهة حكومية تحاسبها . فهي تتحايل على القانون من خلال حرق البساتين وإقامة دعوة الى الجهات الحكومية وتسجل ضد مجهول لكي يحصل من الزراعة على تحويل جنس البساتين فيقوم ببعيه قطع سكنية.
وعندما تبحث عن الموضع تجد له مبررات من جانب الفلاح صاحب البستان منها قلة الدعم الحكومي وانعدام الجدوى الاقتصادي للبستان مما دفع الفلاح الى تجريف أو حرق البستان لتحويله الى قطع أراضي سكنية ذات جدوى مالية مما أغرى بعض الفلاحين على التضحية ببساتينهم ..
ان ضعف المردود المادي الذي يجنيه الفلاح من بيع التمور، وضعف الدعم الحكومي، وانتشار الامراض والآفات الزراعية فضلا عن مغريات الأرباح "الفاحشة" التي يمكن أن يحصلوا عليها من تقسيم بساتينهم وبيعها كقطع سكنية جعلت الفلاحين الالتجاء الى عمليات تجريف البساتين وحرقها .
ان مهمة إيقاف تجريف البساتين تقع على الحكومة المحلية ودوائر الزراعة والوحدات الإدارية التي لم تحرك ساكنا اتجاه هذه التجاوزات بل تقف موقف المتفرج وأحيانا المساعد ولم تتخذ بحقهم العقوبات القانونية .
ان استفحال هذه الظاهرة سيجعل جميع البساتين التي تحيط بالمدينة تتحول الى قطع سكنية ونحن ندعو الجهات المعنية الى اصدار تشريعات صارمة تحد من هذه الظاهرة للحفاظ على البساتين من تجريفها ومعاقبة المسببين بأشد العقوبات ..
الكاتب / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha