خالد القيسي ||
حقيقة مؤلمة ، الصراع بين الحق والباطل في التجاوزات الحاصلة في البلد
تشابكت الظروف في زمن يبدو طويلا لانسان يحياها في ضيق وتصبح جحيم لا يطاق ، ويصعب الخيار في ان لا يلوح أمل لتخفيف الألم الذي يقرضنا ، ولم نتواصل مع الناس للخوف من المجهول .
نقضي الوقت في مقهى لفرصة أو البيت قهرا ، ونعيد نتنفس آلام نفس معذبة بنبرات عاطفية ، لتجربة 18عشر عاما حبسنا نصفها في الانتظاران نكون مجتمع آخر بالتخلص من اشباح وآثار الماضي ، بل اصبحنا خارج الحياة ، ولم نعد نرى شيئا في النصف الآخر ، وهل يستمر الحال كذلك بان يجانبنا الحظ في الحكومات المتعاقبة ، الملكية ،وجمهورية قاسم ،وحكم الاخوين ، وآشباح الدكتاتورية وطغمة البعث ، والفوضى الحالية !! الظاهر لم نخلق لنكون مطمئنبن ونسعد في مرحلة ما سبق وما لحق.
كان دولاب الحياة يدوربقانون البشرية بسرعة للآخرين ونحن واقفون لا نستطيع تغيير اتجاهه ، أو التقدم ببطأ وانما نسير في طريق الوهم ومبررات الهروب من الواقع الذي نحياه ، نخدع بالمظاهر كالانتخابات في ان تستقر الحالة ونطمئن نعود الى حياة هادئة لم نعهدها ، لم يعد ثمة شيء مخفي فيها والشك يأكلنا في عودة الوجوه الضالة نفسها من خلال صور ونشرات تملأ الحيطان والشوارع لمكانها السابق ، بما يمثل صدمة ان نبقى في هاوية الأسر والحيرة ، بتشويش التجربة ورابطة الوطن التي تجمعنا كنى نتمنى ان تكون مختلفة لسنوات حرمان مضت.
نحن جيل ( كتب عليه أن يحارب ويتألم ) وضعتنا الحياة في امور صعبة جدا لا نستطيع مغادرتها فلدينا قيم نتمسك بها ولا نستطيع التخلي عنها ، وهي خسارة وصعوبة من ان نرسم مستقبل واعد وجديد في واقع يتفاقم به القلق والتوتر والضيق ، والمخاوف على مقربة منا في مناخ أكثر درامية من الفاقة والعنف ! سأحكي واحدة منها ...مبان مهدمة ، ارصفة مهملة ، سيارات كبيرة معطلة مركونة في الشوارع الضيقة ، الارصفة تختنق بسواتر مهلهلة ، مستسفيات قديمة تكتظ بالفقراء دون دواء !،مدراس ابنية مهجورة فر منها التلميذ والاستاذ ، محال تجارية عشوائية ، زراعي الى سكني ، اراضي مثمرة تحولت قاحلة ، تشويه للتخطيط العمراني لبغداد بخاصة والمحافظات عامة.
وحدها مزدهرة .التجاوزات ولا مثيل لها !!! ، العشوائيات على المساحات الخدمية والارض الزراعية ، نهب المال العام من اصحاب القرار، الوزارت ملك خاص للاقرباء والاصدقاء والورثة ، تمليك دور حكومية لشاغليها في المنطقة الخضراء ،والاهم اصحابها لا تقبل التوبة في رفضها وتصر على ضررها .
اي سعادة تعيشها العائلة العراقية وهي تشهد هذه التراكمات وغياب القانون ، والمكان أشبه بمنطقة عسكرية ، اطلاقات نار في المآتم والاعراس ، عشائرية بعضها انحرف عن تأثيرها الاجتماعي ، اهمال حكومي وتقصير متعمد والذاكرة مثقلة بسلبياتها في التعامل مع الفرص المتاحة لها من أموال هدرت وسرقت ، وقرارات همشت ، وكفى القوى ( التي تسمى ) سياسية مناكفات كبلت يد إصلاح الحال والمستقبل .