محمد العيسى ||
كان لقاءا مفعما بالحيوية والإثارة لم يخف فيه زعيم تحالف الفتح هادي العامري ،اي نقطة وآثارها بمنتهى الشجاعة والصراحة ،الا أن مااثار انتباهي حقا هي تلك النقطة التي تحدث فيه عن مفهوم الدولة واللادولة ،موجها سهام غضبه إلى أولئك الذين يشككون بولاء فصائل المقاومة والحشد الشعبي إلى الدولة ،معتبرا ذلك تدليسا للواقع ،ومستندا إلى التضحيات والدماء التي قدمتها فصائل المقاومة من أجل بقاء الدولة التي انهارت عند دخول داعش للعراق .
أن الذين يزايدون على تضحيات المجاهدين واخفوا رؤوسهم كالنعام عندما كانت داعش على أبواب بغداد ليس حقهم الحديث ،فالحديث كان أزيز الرصاص وانفجار القنابر ،ودماء زكية روت بقاع العراق من أجل بقاء الدولة .
الدولة ليست اغنية يرددها العابرون والحالمون والسكارى ،والدولة ليست قصيدة يرددها شعراء ماجنون أو مدونون تافهون
على الفيسبوك او سياسيون مبتذلون،
الدولة كيان يبدأ بالأرض وينتهي بالشعب والشعب فيه مجاهدون ومقاومون رافضون لأنواع التبعية والهيمنة .
الدولة هي تلك التي انشد فيها محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد قصائدهم بكل بسالة ودون خوف أو وجل ،والدولة تلك التضحيات الجسام والدماء الزكية التي سالت على أرض التحرير من براثن داعش .
نعم ياحاج انت ومن معك هم الدولة لانكم كافحتم وجاهدتم وافنيتم حياتكم من أجل الدولة ،وكانت قصائد الشعر التي تلقونها من ارض المعركة هي أزيز الرصاص وصوت المدافع
انتم دافعتم عن الدولة في الوقت الذي كان يبرر الآخرون جبنهم وتخاذلهم ،باتهام الآخرين بالعمالة والخيانة ،لم يكن أيا منكم عميلا،بل كان اغلبهم متخندق في صفوف اعداءالعراق ووجد آذانا صاغية وعقولا خاوية فمرر ادعاءه الرخيص .
كنت جادا سيدي فقد القمتهم حجرا وكنت صريحا فلم تخف شيئا ،وكنت شجاعة فقد أعدت الملتحفين بعبائة الذل والهوان إلى جحورهم ،وكنا ننتظر هذا منك ،لان المغوار في ارض المعركة حتما سيكون باسلا وأشد باسا على طاولة الحديث .