كندي الزهيري ||
تشكل الحشد الشعبي، في وقت محرج وشديد الحساسية، حيث كان متوقع ان تسقط بغداد ومن ثم تنسف العملية السياسية في العراق، بعد ذلك تهدم المراقد المقدسة، واقامة اكبر مذبحة في تاريخ البشرية حتى تعلن إسرائيل دولتها الكبرى ،هكذا كان يتوقع المحتل الأمريكي والبريطانية والاسرائيلي ودول الإعراب.
لم ينتظر المقاوم أحدا حتى حمل سلاحه مدافع عن مقدسات المسلمين.
لم يكن بتصور الجيش والشرطة المنهارة تماما وحتى الصديق والعدو ، بأن هناك فتوى ستصدر من النجف الاشرف ، حتى وإن كان ذلك ،ولم يكونوا الأمريكي ملم بحقيقية بطينة الشعب العراقي المقاوم.
قبل ذلك كان هناك قوى سياسية تنوي الهروب أو مبايعة داعش والانخراط بمخططها ، لكن كان للقوى الشيعية مثل ( بدر _ المجلس الأعلى الاسلامي العراقي _ العصائب _الكتائب حزب الله _ النجباء) وغيرهم، رأي اخر حيث اخذوا على عاتقهم تجهيز وتنظيم وتخطيط واستيعاب انصار الفتوى ،فكونوا بقيادة الشهيد ابو مهدي المهندس ،وقادة المقاومة الذين قاوموا الطاغية صدام ،هم انفسهم الذين كونوا ( حشد شعبي مقدس) ، هنا انقلبت الصورة ، وتحول العالم إلى الإعلام لكي يسقط تلك القوى ومنهم من أطلق عليهم ( المجوس، الصفوية) لكونهم احبطوا مخطط الاستعمار الأمريكي الصهيوني .
وما إن رأى العدو الصهيوني الصليبي، بأن قوى العقائدية بقيادة ابناء المقاومة انتصروا على داعش، وذهبوا إلى البرلمان الإنتاج قرار بأخراج القوات الأمريكية، والذهاب نحوا استقرار الوضع السياسي والأمني والاقتصادي ،حتى ثار جنون الأمريكيين ليصنعوا فوضى عارمة في العراق، من مظاهرات والكل شاهد ضباط أمريكيين في ساحات التظاهرات، وحجم المال الذي ضخ من قبلهم حتى يتم إسقاط القوى السياسية التي كونت الحشد الشعبي بعد اصدار الفتوى سماحة المرجع الاعلى اية الله السيد علي السيستاني ( دام ضله) .
اليوم ومن خلال تحالف أمريكي غير معلن مع قوى سياسية تبحث عن (الزعامة )، تطلق شعارات الهدف منها خلط الاوراق ورضا أمريكا ومحور الشيطان الاكبر، من اجل بضع دولارات أو مناصب في الحكومة القادمة ، فيطلقون شعارات ترضي الشيطان منها؛ (دولة ولا دولة) ومنهم من يطلق ( مليشيات) وغيرها، الهدف واحد والجهة واحدة والمخطط ذاته قتل روح المقاومة وداعمها مهما كلف الأمر.
يتكلمون عن الدولة وهيبتها ومكانتها العالمية، متناسين عمدا بأن هذه الدولة لو لا القوى السياسية المقاومة والفتوى التي أنتجت الحشد الشعبي ،لما كان لها على الخارطة من اسم.
واليوم امريكا تعمل عبر ذيولها إلى كسر شوكت قوى المقاومة سياسيا بعدما فشلت عسكريا ،وفشل مشروعها الفوضوي ما يسمى " بتشرين " التي انتجت حكومة خاوية ضعيفة يملي عليها الأمريكي ما يريد.
ونحن على ابواب الانتخابات التي طالب بها الشعب العراقي المقاوم الحر، ان أمريكا والصهاينة يحاولون وضع يدهم بقوة هذه المرة في البرلمان العراقي والحكومة القادمة، عبر صناديق الاقتراع، حتى يتمكنون سياسيا من تحجيم وإنهاء ملف الحشد الشعبي وتصفير العراق من اي قوى عقائدية تحمي ارضه ،من ثم فتح الباب على مصرعيه للقوى الارهاب، بعد الانسحاب الأمريكي أو من دونه.
لذلك الكره اليوم بيد الشارع العراقي المقاوم ، أسيجعل يده اقوى في الانتخابات ويقطع الطريق على الأمريكي وذيوله !، وبذلك يحمي حشده وارضه وعرضه، ام سيبقى الحشد والقوى السياسية الداعمة له وحيدا كما حصل لمسلم ابن عقيل ( عليه السلام) .
ولا يعتبر ذلك ميول الأحد؛ لكن من المعيب أن ترى الباطل وأهل وتسكت وترى الحق واهله ولا تنصرهم، ان المرحلة هي الحلقة الأخيرة الأمريكيين ومن يعول عليهم، ان فشلوا بوعي العراقيين، حينها سيتخلص العراق من سرطان الأمريكي والبريطانية والاسرائيلي واتباعه وإلى الابد.
مستقبلك ومستقبل اولادك وعرضك و ارضك و حياتك كلها مرهونة بيدك أنت لا غير ، فاختر تحالف الفتح وهو من رجال ضحوا بحياتهم من أجل حياتك وحياة ابنائك .وانتم مخيرون فيما تختارون((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا))...