المقالات

حين يعيد التأريخ نفسه..!

1288 2021-09-05

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

·        اصبع على الجرح 

 

التأريخ يعيد نفسه . هكذا قرأنا وسمعنا وعرفنا كل شيء يعيد نفسه حتى الجاهلية قبل 1500 عام ها هي تعيد نفسها من جديد مع اختلاف الأسماء والمسميات والمعاني والدلالات .

كفر وإشراك وأوثان وعري وجهل وتخلف وأمية وعبودية . القبيلة والعشيرة قبل الدين وفوق الدين وقبل الله وقبل الحق وفوق الحق وقبل العقل وفوق العقل .

 لكل أمة صنم تعبده وتقدسه وتهزج له وتطيع اوامره وتلبي رغباته مهما كانت خيرا أم شرا عقلا ام جنون عدلا ام باطلا مهما كانت فهو السيد والولي والحاكم والقائد والزعيم والملهم ولا احد قبله ولا أحد بعده ولا احد سواه حتى وان كان فاسدا فاشلا بائسا تابعا مأزوما ومأجور .

 التأريخ يعيد نفسه .

 العري والتعري والميوعة والتخنث والسفاهة والتفسخ والفجور والرذيلة والإنحلال وإشاعة المحظور بإطار الثقافة والتثقيف والتحضر والتطور والتفتح والإنفتاح ومواكبة العصر والعولمة . التأريخ يعيد نفسه . من الأمس البعيد الى الأمس القريب الى اليوم .

 ها نحن وكأننا في صدر الرسالة الإسلامية بأدق مفرداتها  حيث الردة والمرتدين والخوارج والخارجين والنفاق والمنافقين . ها هي الأمة تشهد خروج البعض على دين القوم وثوابت القوم وأخلاق القوم وترتد على قيّمهم واصولهم وقداساتهم وينقلبون على أعقابهم وثمة الاف مؤلفة بلا وعي ولا عقل ولا بصر ولا بصيرة تراهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا .

 ها نحن اليوم اطياف تلهث كالكلاب المسعورة وراء الزيف والضلال والبهتان بين ناهق ونابح وناعق من دون حكمة او حكيم او عالم او عليم كما نهقت تلك الأمة التي إتهمت المختار بن يوسف الثقفي الذي انطلق من الكوفة محررا لأرضهم في تكريت والموصل من جور الطاغوت فأتهموه بالتعجيم والتبعية للفرس وها هم اليوم يوجهون ذات التهمة الى أبطال النصر وفرسان الحشد الشعبي الذي غسل بدمائه الزكية وارواح ابنائه الطاهرة ارض العراق من محيط بغداد حتى اقصى الغرب  !!

انه التأريخ يعيد نفسه . الأرض ذات الأرض والقوم نفس القوم وكربلاء كما هي كربلاء  في كل ارض حاضرة وشاهد وشهيد وراية , وحسين الحق إمام وثائر ودم وثورة وعنوان وصرخة له في كل قلب نابض حي صدى آهات وللأحرار مدرسة وللطف ميزان .

لكن القوم أنفسهم عبيد دنيا وأرباب كذب وأزلام إفتراء  بلا ذمّة ولا عفّة ولا حياء وما افتاه شريح القاضي في جواز قتل السبط الشهيد لا زال مستوطنا في عقول الناكثين والصم البكم الطائعين الجاثمين تحت مداس أوثانهم ومن بايعوا وان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ولله درك يا عراق الجرح النازف والدم الصائم دوما في محراب الصبر بين تواتر المنايا وتراكم البلايا ورهبة الخبايا حتى يشاء الله امرا كان مقضيا  وهو خير الحاكمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك