حسن كريم الراصد|| كان لرحيل المرجع محمد سعيد الحكيم اشارات ورسائل اظن انها لم تكن واضحة وجلية قبل هذا الوقت .. فقد برزت سطوة الاغلبية الصامتة المتمثلة بجمهور المرجعية على الشارع وانها من تمثل الرأي العام وان غيبها ضجيج الاحزاب وصخب التيارات لبعض الوقت وانها اي هذه الاغلبية ان صممت على شيء امضته واقرته وان خالف ارادة المختلفين معه. ولكن الملاحظ على تلك الاغلبية انها لا تبادر بالفعل ولا تعلن عن نفسها الا بردات الفعل . نعم انها استنفرت كل قواها لابراز عزاؤها وحزنها برحيل المرجع الحكيم رحمه الله ولكنها عندما استفزت بشماتة المنحرفين وشتمهم للفقيد وجدنا ان الصفحات ملأت بالاستنكار وبالتعبير عن حب وطاعة وتوقير مراجعهم دون التمييز بينهم فهذا ليس من مسؤولية الجمهور ومن خلال بطشها بمن يحوم حول حياض قلعتها المقدسة المتمثلة بالمرجعية .. اما الرسالة الثانية المهمة فهي هذا الاستنفار الغير طبيعي للولائيين والذين اصطفوا في خندق الدفاع عن رموز العقيدة باستبسال وثبات بعد ان غاب عن هذا الخندق البعض الذي كان متوقعا او انه توقع ان ينفرد هو بالدفاع عن هذه الرموز ليثبتوا ان لا وجود لتقاطع بين نهج المرجعية ونهج الولاية الا في مخيلة البعض الذي يحاول اختزال المرجعية به وبفريقه وقد يكون هو الابعد عن ابواب النجف لذلك تجده يقزم المرجعية من خلال حصرها بفئة ، وفريق ، وشخص ، وحزب، ليفقدها حالتها الشمولية الابوية التي تسع الجميع ويستظل تحت رايتها الجميع .. اذن كان الشعب بمثقفيه ونخبه وحنننده وكتله وسياسيه وجميع مريدي ومقلدي المراجع في الداخل والخارج في حالة استنفار واستفزاز للرد وبقوة على ما يصدر من اساءات حول رموزنا حتى حوصر هذا المسيء بزاوية ضيقة وتيقن انه ليس الشعب وليس المذهب وانه يمثل جزء بسيط من ذلك المفهوم الواسع الذي يسمى بالاغلبية والذي صال وجال في مواقع التواصل وختم بالحضور الفاعل في تشييع الفقيد المهيب ليلجم كل مستخف متجرئ على رموز الاخرين وبالتالي تمكنت هذه الاغلبية ان تعطي انطباعا للاخرين بوحدة المذهب ووحدة المكون وان رهانهم على تجزئته وتشظيته لن يفلح ولن يجد له صدى وانه قد يمرض لكنه لن يموت.
https://telegram.me/buratha